للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

وهو من أنواع السحر؛ لأن الشيطان يدعو إلى ذلك بصوته وبعويله.

قوله: وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد» (١) .

رواه أبو داود بإسناد صحيح. في هذا الحديث بيان أن تعلم النجوم تعلم للسحر، ويأتي في باب خاص " باب ما جاء في التنجيم " أنواع تعلم النجوم وما جعل الله- جل وعلا- النجوم له.

قوله: " من اقتبس شعبة": يعني من تعلم بعضا من علم النجوم؛ لأن الشعبة هي: الطائفة من الشيء، أو جزء من أجزائه، فكل جزء من أجزاء علم النجوم الذي هو علم التأثير نوع من أنواع السحر، قال. " فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد" يعني: كلما زاد في تعلم علم النجوم زاد في تعلم السحر، حتى يصل إلى آخر حقيقة علم التأثير كما يسمونه، فيصبح سحرا وكهانة على الحقيقة، ويأتي أن التنجيم منه علم التأثير وهو جعل الكواكب والنجوم في حركتها والتقائها وافتراقها وطلوعها وغروبها مؤثرة في الحوادث الأرضية، أو دالة على ما سيحدث في الأرض، فيجعلونها دالة على علم الغيب، ومنبئة على المغيبات، وهذا القدر من السحر؛ لأنه يشترك معه في حقيقته وهو أنه تأثير بأمر خفي.


(١) أخرجه أبو داود (٣٩٠٥) بلفظ "من اقتبس علما. . . " الحديث والإمام أحمد في المسند (٢٠٠٠) وابن ماجه (٣٧٢٦) .

<<  <   >  >>