صلاته:«اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي»(١) . إذا كان أبو بكر علمه الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو بهذا الدعاء، فكيف بحال المساكين أمثالنا، وأمثال أكثر هذه الأمة؟ وكيف يظنون في أنفسهم أنهم يستحقون على الله شيئا؟ !
فتمام التوحيد -إذًا- أن يجل العبد ربه تبارك وتعالى ويعظمه، وأن لا يعتقد أنه مستحق للنعم، أو أنه أوتيها بجهده، وجهاده، وعمله، وذهابه ومجيئه، بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم؛ لأن فعل العبد سبب وهذا السبب قد يتخلف، وقد يكون مؤثرا، ثم إنه إذا أثر فلا يكون مؤثرا إلا بإذن الله -جل وعلا- فرجع الأمر إلى أنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
" وقوله {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}[القصص: ٧٨][القصص: ٧٨] قال قتادة: على علم مني بوجوه المكاسب "، هذه الآية في قصة قارون، قال -جل وعلا-: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}[القصص: ٧٦][القصص: ٧٦- ٧٨] إلى أن قال: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}[القصص: ٧٨] قال قتادة: " على علم مني بوجوه المكاسب " وهذا يحصل من كثير ممن أغناهم الله -جل وعلا - وأعطاهم أموالا كثيرة، فتجد أحدهم ينسب الشيء إلى نفسه، فيقول: أنا