للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

والحالة الثانية: أن يصور الصورة ويزعم أنها أحسن من خلق الله - جل وعلا - فيقول: هذه أحسن من خلق الله، أو أنا فقت في خلقي وتصويري ما فعل الله - جل وعلا - فهذا كفر أكبر، وشرك أكبر بالله - جل جلاله - وهذا هو الذي حمل عليه هذا الحديث، وهو قوله: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذي يضاهئون بخلق الله» ، وأما المضاهاة بالتصوير عامة بما لا يخرجه من الملة، كالذي يرسم بيده، أو ينحت التمثال، أو ينحت الصورة مما لا يدخل في الحالتين السابقتين فهو كبيرة من الكبائر، وصاحبها ملعون ومتوعد بالنار.

" ولهما عن ابن عباس سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم» : قوله: " نفس " أفاد أن ذلك التصوير وقع لشيء تحله النفس، وهو الحيوانات أو الآدمي؛ ولهذا كان الوعيد منصبا على ذلك.

«كل مصور في النار» : هذا يفيد أن التصوير كبيرة من الكبائر.

" ولهما عنه مرفوعا: «من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ» ؛ لأن الروح إنما هي من أمر الله - جل وعلا.

" ولمسلم عن أبي الهياج قال: قال لي علي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته» . في هذا الحديث التنبيه على العلة الثانية من علتي تحريم التصوير، وهي أنه وسيلة من وسائل الشرك، ووجه الاستدلال من هذا الحديث: أنه قرن بين الصورة والقبر المشرف في وجوب إزالتهما، وبقاء القبر

<<  <   >  >>