لأنه قريب، سلم من البغضاء والعداوة التي تحجزه عن قبول الحق. لو عرض عليه.
فإذا كان القصد من عمل الاحتفال لمثل هذا: أن يكون ذلك بداية لدعوته إلى الإسلام ببيان محاسنه، وبيان بطلان الأديان الأخرى، ونحو ذلك، فهذا بحسب قصد فاعله، لكن أصل الإكرام لغير المسلم لا يجوز.
وأما إن كان معاديا للإسلام، أو لم يظهر قبولا للإسلام، أو عرف من سيرته - حين بقي تلك المدة في المؤسسة أو الشركة - أنه لا يحب الخير، بل ربما أظهر صدودا عن أهل الخير، وأظهر عدم قبول لبعض أوامر الشرع التي يحكم بها: فهذا لا يجوز إكرامه؛ لأن إكرامه من موالاة الكفار، وموالاتهم محرمة؛ لأنا نكون - بهذا - قد أكرمناه مع بقائه على عداوته وعلى بغضه، وهذا لا يجوز. والأصل على هذا التفصيل دل عليه قول الله - جل وعلا:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ - إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الممتحنة: ٨ - ٩][الممتحنة: ٨ - ٩] ، فهذه الآيات فيها بيان حال الصنفين؛ وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ربما أجاب دعوة اليهود: رجالهم، أو نساءهم، وربما أتى بعض أهل الكتاب، وربما أهدى إليهم، بل وحث على الهدية للجار، وهذا كله لأجل الترغيب في الخير، والترغيب في الإسلام.