للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَا ينْقل عَن عليّ أَو غَيره فِي هَذَا لَا يثبت١.

فَلَيْسَ بجائز أَن يُضَاف إِلَى الْقُرْآن مَا لَا يَقْتَضِيهِ، كَمَا أَنه لَا يَصح أَن يُنكر مِنْهُ مَا يَقْتَضِيهِ، وَيجب الِاقْتِصَار فِي الِاسْتِعَانَة على فهمه على كل مَا يُضَاف علمه إِلَى الْعَرَب خاصّة فبه يُوصل إِلَى علم مَا أودع من الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة، فَمن طلبه بِغَيْر مَا هُوَ أَدَاة لَهُ ضل عَن فهمه، وَتقول على الله وَرَسُوله فِيهِ ... "٢.

التَّعْلِيق على مَبْحَث: التَّفْسِير العلمي لِلْقُرْآنِ الْكَرِيم

اخْتلف الْعلمَاء فِي التَّفْسِير العلمي لِلْقُرْآنِ الْكَرِيم، فَنقل السُّيُوطِيّ عَن ابْن أبي الْفضل المرسي٣ أَنه قَالَ: "جمع الْقُرْآن عُلُوم الْأَوَّلين والآخرين"٤، ثمَّ عدد أنواعا من الْعُلُوم حَتَّى ذكر الْخياطَة، والحدادة، والنجارة، والغزل، والنسج، والفلاحة، والملاحة، وَالْخبْز، والطبخ، وَالْغسْل٥.

وَتَابعه على هَذَا الاتجاه بعض المعاصرين، وعَلى رَأْسهمْ الشَّيْخ طنطاوي جوهري فِي كِتَابه "الْجَوَاهِر الحسان" الَّذِي هُوَ أشبه بِكِتَاب عُلُوم مدرسي، فِيهِ صور الْحَيَوَانَات والنباتات وَغير ذَلِك مِمَّا زعم أَن الْقُرْآن دلّ عَلَيْهِ وطالبنا بالبحث فِيهِ٦.


١ - قد أخرج الإِمَام الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره (١/٢٠٧) من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَنه قَالَ: ((هُوَ قسمٌ أقسم الله بِهِ)) ، وَثَبت ذَلِك عَن عِكْرِمَة أَيْضا كَمَا فِي تَفْسِير الطَّبَرِيّ (١/٢٠٧) .
٢ - انْظُر الموافقات (٢/١٢٧ - ١٣١) .
٣ - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل المرسي، عَلامَة نحوي أديب زاهد مُفَسّر مُحدث فَقِيه أصولي (ت: ٦٥٥هـ -) انْظُر بغية الوعاة (١/١٤٤) .
٤ - الإتقان (٢/٣٥٠) .
٥ - انْظُر الْمرجع نَفسه (٢/٣٥٠ - ٣٥٥) ، وَقد سبقه إِلَى هَذَا الاتجاه الْغَزالِيّ والرازي وَغَيرهمَا. انْظُر اتجاهات التَّفْسِير فِي الْعَصْر الرَّاهِن، ص (٢٤٧، ٢٥١) .
٦ - انْظُر كِتَابه الْمَذْكُور، وَهُوَ فِي قَاعِدَة كتب الاطّلاع الْمَحْدُود، فِي المكتبة المركزيّة، فِي الجامعة الإسلامية.

<<  <   >  >>