للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن واسطة عقد الجوهر الثمين. حمد الله تعالى بما ينبغي له على قديم وحديث فضله على العالمين. والصلوة والسلام على أول ذرة انفلق عنها صدف الإمكان. ونبعث من بحر الإحسان حتى كان ما كان. سيدنا وسندنا محمد أفصح من نطق بالضاد. وأمنح من روى بزلال جوامع كلمة الصاد. وعلى آله وأصحابه الذين بلغوا عنه ما سمعوا. وبلغوا الغاية في الإرشاد فانتفعوا أو نفعوا.) وبعد (فقد سمع مني الأخ النبيه النبيل. والفاضل الوجيه الجليل. العالم العابد. وعليم المفاخر والمحامد. السيد محمد أفندي الداغستاني. أعلى الله تعالى شأنه وشأني. وحفظه سبحانه وإياي من كيد كل ماكر وشاني. جميع هذه الرسالة الفريدة. المشتملة على أربعين حديثاً من كتب عديدة. جمع المحلق في جو علم الحديث ولا جناح. شيخ مشايخنا الشيخ إسماعيل العجلوني ابن محمد الجراح. وطلب من هذا العبد الفقير. أسير الآثام والتقصير. الإجازة بكل كتاب ذكر حديث منه فيها. مع أن الغربة قد قصت ما قصت من قوادم المسرة وخوافيها. فأجبته على ما بي. رجاء دعاء صالح منه يفرج الله تعالى به كربي واكتئابي. فأجزته أن يروي عني جميع الكتب المسطورة أسماؤها في هذه الرسالة الشريفة. حسبما أجازني ذو الكمالات المنيفة. محدث دمشق الشام. والإمام ابن الإمام. الفاضل السري. الشيخ عبد الرحمن الكزبري. عن علامة الأقطار. الشيخ شهاب الدين أحمد العطار. عن جامعها. وناظم عقدها. الشيخ إسماعيل ابن محمد المذكور. ضوعفت لنا وله الأجور. بأسانيده المشهورة. المذكور جلها في ثبته ذي الفوائد الموفورة. المسمى بحلية أهل الفضل والكمال. باتصال الأسانيد إلى كمل الرجال. وأوصى المجاز بالتقوى. فإنها الحرز الأوقى والسبب الأقوى. وأرجوه أن لا ينساني وأولادي من صالح دعواته. في خلواته وجلواته. وعقب درسه وصلواته. وجل المرام. الدعاء بصلاح الحال وحسن الختام. اه.

) ومن ذلك (إجازة طويلة. أجزتها جماعة من ذوي الطول في هاتيك المغاني منهم هذا الفاضل الذي ذكرناه آنفاً السيد محمد الداغستاني. وهي: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي أبدع بقدرته فطرة الخليقة. وأولى كلاً بحسب قابليته ما يليق به من صبغة الحقيقة. فعلم آدم الأسماء كلها. وفهمه الخواص دقها وجلها. واصطفى من أكابر ذريته. خالص أهل صفوته. للبحث عن حقائق الأشياء. والاطلاع على ما في بطون الأنباء. وألهمهم حقائق لا تحلق في جوها بازات الأفكار. وأوقفهم إذ وقفهم على دقائق ليس لها إلا عروش قلوبهم السليمة أوكار. فغدوا مواضع ودائع أسراره. ومطالع طوالع أنواره. فاستنبطوا وأفادوا. وصنفوا وأجادوا. وأضحى شريف بيانهم كشافاً عن معضلات الحقائق. ولطيف تبيانهم مفتاحاً لمشكلات الدقائق. وابتهجت بما نفثوه من روح المعاني الأرواح. فغدت تغرد بأطيب النغم وهي في أقفاص الأشباح.

على نفسه فليبك من ضاع عمره ... وليس له منها نصيب ولا سهم

واستضاءت من أشعة لمعان قرائحهم الآفاق. وأشرقت الأرض بنور ربها كل الإشراق. وصادفت بحار العلم والهدى تتلاطم أمواجاً. ورأيت الناس يدخلون في أبواب المعارف أفواجاً. إن سلف واحد منهم تخلف أو حدى بعد أوحدى. أو غاب كوكب طلع بدر له بالإشراق سيربدى. فصار سندهم سلسلة موصلة إلى ما هو خير بالذات وأبقى. فمن تمسك بحبلهم المتين فقد استمسك بالعروة الوثقى. لا سيما منهم أهل الفقه والحديث والتفسير. فصغير أولئك لعمري عند الله جل شأنه كبير. فماء ولا كصداء. ومرعىً ولا كالسعدان.

وفي السماء نجوم لا عداد لها ... وليس فيها كمثل الشمس والقمر

والصلاة والسلام على من كان سهمه من العلم في مقام قاب قوسين. مكمل علوم الأولين والآخرين من الثقلين. إلى علوم حماها مولاه. عن أن يلج ورب البيت حماها سواه.

النبي الأمي أعلم ممن ... أسند عنه الرواة والحكمة

وعلى آله وأصحابه الذين لم يألوا جهداً في نثر جواهر العلوم بأيد الرواية والدراية. ونظم أفراد الأمة الخصوص والعموم في أسلاك الهداية والعناية.

ما لموسى ولا لعيسى ... حواريون في فضلهم ولا نقباء

<<  <   >  >>