للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

انتحل العلوم دهورا وسنين، ورزق جماعة من البنين وكلهم حملة علم، وأولو وقار وفضل وحلم، بلغوا من بره فوق مراده ومقصده، وعكفوا على تقبيل رجله فضلا على يده، وعلامة الشيخ الصالح نجابة ولده، عمرت بفوائده المدارس، واستمرت له فيها محافل ومجالس، فعظم بها الانتفاع، وعلا فيها السماع، وتتابع لها الأشياع والأتباع، سمعت عليه جميع كتاب الملخص لأبي الحسن القابسي رحمه الله، وحدثني به عن قاضي القضاة زين الدين أبي القاسم محمد بن الشيخ الإمام القاضي العلامة علم الدين أبي الحسن محمد بن رشيق المالكي قراءة منه عليه بجميعه، وحدثه به عن والده علم الدين المذكور سماعا منه عليه بجميعه بحق سماعه له من أبي الطاهر إسماعيل بن ظافر العقيلي عن الشيخ الجليل أبي عبد الله محمد بن احمد بن محمد التجيبي قراءة عليه، قال حدثني الفقيه أبو العباس احمد بن الخطيب، قال حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن منصور الحضرمي، قال حدثنا أبو عبد لله بن الوليد بن سعد البكري قراءة عليه، قال أنبأنا الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري القابسي وجميع ثلاثيات الإمام أبي عبد الله البخاري رضي الله عنه، وحدثني بها عن الشريف تاج الدين أبي الحسن علي بن أبي العباس احمد بن عبد المحسن الحسيني القرافي قراءة منه لها عليه، قال سمعتها عن الشيخ الصالح أبي الحسن علي بن أبي بكر بن زربة القلانسي قال سمعتها علي الشيخ أبي الوقت عبد الأول السجري بسنده المعلوم وجميع كتاب شرف أصحاب الحديث للحافظ أبي بكر احمد بن علي بن ثابت، الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى وقرأت عليه تفقها نحو الربع الأخير من كتاب موطأ الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه وبعض صحيح مسلم رضي الله تعالى عنه، ونحو النصف من آخر سفر من كتاب أبي عيسى الترمذي رضي الله عنه، وجزءا كبير من كتاب الشفاء للقاضي أبي الفضل عياض رحمه الله تعالى ونحو الربع من آخر كتاب التهذيب لابن سعيد البرداعي رحم الله تعالى وغير ذلك من كتب العربية والتأليف الزهدية والوعظية، وأجازني الإجازة التامة وكتب لي بخطه وأسانيده في هذه الكتب المذكورة مذكورة بخطي في برنامج روايتي ومولده رضي الله عنه في آخر جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وستمائة، ومنهم الموفق للسداد، المصيب في الاجتهاد الشيخ العالم القدوة شرف الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الإمام مفتي المسلمين، فخر الدين أبي محمد بن الحسن بن الشيخ جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم القمني الأنصاري الإمام الأعظم والجهبذ الذي على عقده ينثر الكلام وينظم، والفذ الذي به تفتتح المعالي وتختم، وعنه تتضح المعارف وعنده تخيم سلالة الصدور الأعاظم والبحور الخضارم، والسيوف الصوارم والليوث الضراغم وكفاه شرفا. ممدود رواق النساء، آخذ بآفاق السماء أنه عطارد وذلك القطر فلك. وأن ليس وراءه في اتقاد النبل واعتقاد الفضل مسلك، له البحث الذي لا يناهض والإدراك الذي لا يعارض. والسبق الذي لا يجاري ولا يقارض أقام السؤدد حفافيه. ويهي العلم بين يديه فما شئت من معال تليدة، ومعان طريفة، خرست لها شقاشق الفحول، وانقطعت دونها مصاقع الخطباء لما اخترعت ما خط سواها منه المطروق وابتدعت ما نسي به زمان البديع وأتت بالعبر التي ضاقت عنها العبارة، وسارت فلم تبلغ أدنى غاياتها إلا مثال السيارة، فالبشر المسفر روض يرف، والبر الأوفر عارض يكف، والعلم الوضح بحر طام، والحلم الأرجح طود سام، واللسان الرطب، مهند غضب، والإحسان لا يغير مورد عذب، والذكاء المستعر زندوار، والذكاء المشتهر نور سار، والكنف اللين مربع مهضوب، والشرف الأبين مفخر في صفح الدار مكتوب، إلى سجايا كرم، وأيمان، لم ينفطر عليها أهل هذا الزمان رعاها ضمان الله، ولا زال نشرها نزهة الإسلام وطيب الأفواه، لقيته بالمدرسة المعدة لتدريسه بالإسكندرية فسمعت عليه بها جميع كتابه الأربعين، المخصوصة بالتعيين، لرواية سيد المرسلين عن رب العالمين تصنيف الشيخ الحافظ شرف الدين أبي الحسن علي بن الفضل بن علي المقدسي. وحدثني به عن الشيخ كمال الدين أبي العباس احمد بن شجاع بن ضرغام القرشي الشافعي سماعا عليه بحق سماعه لجميعه على المنصف شرف الدين المقدسي المذكور. سمعت من لفظه جميع الكتاب المسمى بكتاب الأربعين في فضل الدعاء والداعين، تصنيف الحافظ شف الدين أبي

<<  <   >  >>