للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأعرض عن وجهها الحسن، ونكب عن قصدها تنكيب الجفن المهجور عن الوسن، فعجبت من الجفا، وتعذر الوفا، ثم أعاد نظره فعاد إلى بذل الفضل والخلوص والصفا، فرسم لي خطه بالإجازة، ووسمني بسمة السماع وإجازة الإجازة، ومما سمعت عليه جميع الجزء المنتقى من كتاب فضل الخيل وما يستحب وما يكره من ألوانها وشياتها، وما جاء في كراهية أكل لحومها وإباحتها وما ورد في سباقها وسهامها وصدقاتها، تأليف الحافظ شرف الدين أبي محمد عبد المومن ابن خلف بن أبي الحسن الدمياطي انتقاء الفقيه الفاضل تقي الدين أبي المعالي محمد بن جمال الدين رافع بن محمد السلاحي بسماعه هو لجميع كتاب فضل الخيل المنتفي فيه هذا الجزء على مؤلفه شرف الدين الدمياطي المذكور في شعبان خمس وتسعين وستمائة بالمدرسة الظاهرية من القاهرة المعزية ومن أشياخه المجيزين له بالفتيا والتدريس على مذهب مالك رضي الله عنه قاضي القضاة ناصر الدين بن الأنباري وغيره، وأخذ علم العربية عن الشيخين الإمامين الدينيين أبي عبد الله محمد بن عبد الله النحوي الشهير بحافي رأسه، وبهاء الدين أبي عبد لله محمد بن النحاس الحلبي، وأجازه كل واحد منهما بإقراء فن العربية وسمع الحديث من جماعة منهم الحافظ شرف الدين الدمياطي المذكور وقاضي القضاة تقي الدين أبو الفتح محمد ابن مجد الدين أبي الحسن الشهير بابن دقيق العيد وغيرهما، وأجازه كل واحد منهم إجازة تامة مطلقة عامة، وسمع على الشيخ عبد النصير المريوطي بعض مقامات الحريري وحدثه بها عن أبي عماد عن ابن النفور عن الحريري وقد سمعت بعضها عليه، وبعض كتاب مسلم ابن الحجاج وبعض كب التهذيب للبرادعي وبعض كتاب الجزولية في النحو وبعض كتاب الفصيح لأبي العباس ثعلب كل ذلك تفقها مع غير ذلك من الكتب وأجازني جميع ما يحمله ويرويه إجازة تامة وكتب لي بخطه ومولده في شوال سنة أربع وخمسين وستمائة،) ومنهم (العلم الذي بأنواره الاهتداء والعالم الذي بآثاره الاقتداء، الشيخ المحدث الحافظ معين الدين أبو عبد الله محمد بن جمال الدين أبي العباس احمد بن فتوح ابن أبي الذكر المصغوني الشافعي رضي الله عنه هذا رجل جليل، له فضل جزيل، وفعل جميل، وعقل نبيل، وطول حفيل، وعلم فضيل، وحسب أصيل، ومحاسن لم يحوها من العباد إلا قليل، فإن ذكر كرم المنصب وشرف المحتد كانت شجرته المصغونية في قرارة المجد والعلاء، أصلها ثابت وفرعها في السماء، وأن وصف حسن الخلق والخلق فله طلعة كالشمس على وجه الأرض وأخلاق خلقن من الكرم المحض، وشيم تشام منها بارقة المجد وتنم عليها خمائل الروض، وإن مدح التواضع وبعد الهمة ضربنا به المثل، وتمثلنا همة على هامة زحل، وأما سائر آلات الفضل وأدوات الخير، وخصال المجد وفنون العلم؟ فقد قسم الله تعالى له منها ما يباري الشمس ظهورا ويجاري القطر وفورا ولله هو إذا خاض في عجائب علم التحديث، وسلك طرقها بالباع المديد، والسير الحثيث وأخذ في التعديل والتجريح، وجذب أهداب الآداب والنحو والتاريخ فهناك تزخر بحار العلوم، وتذخر جواهر المنثور والمنظوم، ويجتمع الحسن برمته والإحسان بكليته، وتضيق المجالس عن الجلوس، وتتسع أقدام الأقلام في سطور الطروس، صيغ من أشرف الجواهر وردي رداء المحامد وبوئ ببوحة الكمالات فلا غرو أن بدا التأخر للمتقدم وغدا العالم في صورة المتعلم:

وليس لله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد

<<  <   >  >>