وكان لأدد من الولد طيء ومذحج وأعر ومرة. وذكروا في وصايا الملوك: أن زيد بن كهلان جرد أدد إلى الأعراض والأسرار من نجران، وتثليث، وسدوم، والحنو، وما حولها من البلاد المسكونة. وبعث معه الفيلة والعدد، وكتب إلى ساكنيها وهم من بقايا عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وآثارهم بينة، وقبورهم تعرف بالأرميات؛ لأنها على هيئة الآكام. وقد تقدم في هذا الكتاب وصية زيد لأدد. وذكر أن طيء بن أدد ولى الملك بعد أبيه أدد، وحفظ وصية أبيه.
وذكروا أن طيء عمر عمرا طويلا، زاد على نيف وأربعمائة سنة. وذكروا أنه أوصى بنيه في أبيات شعر، قال وكانت منازل طيء في قديم بالجرف من بلاد اليمن، فخرجوا على أثر خروج الأزد منه، ونزلوا سميرا قيل في جوار بني أسد بن خزيمة، ثم غلبوهم على أجاء وسلمى جبلان في بلاد طيء، يعرفان بجبلي طيء فاستمروا فيها، وتفرقوا في الفتوحات الإسلامية.
قال أبو سعيد: ومنهم أمم كثيرة تملأ السهل والجبل من حجاز ونجد وعراق وشام، وهم أصحاب الرياسة في العرب إلى الآن، في العراق والشام، وهم بطون كثيرة.وكان لطيء من الولد الغوث، وقطرة، والحارث، فولد لقطرة سعد، فتزوج سعد جديلة بنت سبيع بن حمير الأصغر، فعرفوا بها. ويقال لهم جديلة باسم أمهم.
وكانت طيء قبيلتين: جديلة والغوث، ومن بطون الغوث بنو جرم واسمه ثعلبة بن عمرو بن الغوث، ومن بطون جرم بنو جيان بطن، ومنهم الإمام أبو عبد الله محمد بن مالك النحوي الطائي الجياني، صاحب التصانيف المشهورة، ومن بني جرم شمجان بطن، ومن بطونها جذيمة ذكرهم الحمداني. ومنهم بنو العذرة بطن من جذيمة، منازلهم بلاد غزة، وبنو العاجلة من جذيمة من جرم طيء، ومنازلهم مع قومهم. والعبادلة بطن من جذيمة من جرم طيء، ومنازلهم مع قومهم بلاد غزة، ومنهم عبادلة الحجان، ومنهم أنعم الذي ببلاد جرش من الحجاز، وهم بطن من طيء، والأحامدة بطن من جرم طيء منازلهم ببلاد غزة.
ومن الأحامدة أهل الفقرة ما بين المدينة وينبع، وعدادهم في بني سالم بن حرب. ومن بطون جرم بنو هنى بطن من جذيمة، من جرم طيء، ومنهم إياس ابن قبيصة. استعمله كسرى على الحيرة بعد النعمان، وهو قائد العرب والفرس على بني شيبان يوم ذي قار.
وذكر لنا بعض علماء الأحساء أن بني إياس أهل عمان من بني إياس هذا الطائي، وذلك نقلا عن علمائهم، وقد قدمنا ذكرهم في إياس الأزد.
ومن بطون طيء بنو عمرو بن الغوث بن طيء، ومنهم بولان بطن، واسمه حصين. ومن بولان الثلاثة الذين وضعوا الخط العربي، ومن بطون عمرو نبهان بطن من طيء، ومنهم بنو أسدوس بطن، وبنو أصمع بطن، وهو أصمع بن سعد بن نبهان.ومن بطون نبهان بنو نائل، ومن بني نائل زيد الخيل، وهو زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب الطائي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأسلم ومعه وفد من طيء، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم زيد الخير، وقال له ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا دون ما وصف لي إلا أنت، رأيتك فوق ما وصف لي. وقطع له النبي صلى الله عليه وسلم أجاء وسلمى وأرضين معهما. ومات زيد رضى الله عنه فيما يقال عند منصرفه من عند النبي صلى الله عليه وسلم. وكان زيد شاعرا خطيبا، ومحسنا شجاعا كريما. وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة. وكان زيد طويلا جسيما، وكان يركب الفرس العظيمة، وتخط رجلاه كأنه راكب حمارا، وكان لزيد ابن اسمه عروة كان كريما. ومن بني نبهان آل حميد الأمراء في الخلافة بني العباس في الثغور، ومنهم محمد بن حميد، وقحطبة بن حميد، وأبو نصر، وأبو سعيد النفري، وأبو شجاع، فهؤلاء ومن خلفهم من أكرم الناس، وأشجعهم في زمانهم. وكانوا أمراء الثغور، وكان موتهم بالضرب والطعن على عواتق الخيل، وقد أطنب في مدحهم الشعراء.
ومن بطون طيء بنو ثعل بن عمرو بن الغوث من طيء، وهم المعروفون بالإجادة في الرمي، وقال الجوهري وهم الذين عناهم امرؤ القيس بقوله: