قال عدي بن حاتم: إني الواقف يوم اليحاميم، والناس يقتتلون، وزيد الخيل يقول لبنيه: ابقيا على قومكما، فإن اليوم يوم التفاني، فإن يكن هؤلاء أعمام فهؤلاء أخوال، فقلت: أكرهت قتل أخوالك؟ قال فاحمرت عيناه غضبا، وتطاول إلي فضربت فرسي وتنحيت عنه، وظل ينتظر ابنيه فخرجا كالصقرين، وحمل قيس بن عازب على بجير بن حارثة بن لام؛ فضربه على رأسه ضربة اعتتق لها فرسه وولى، فانهزمت جديلة. وذكر الغلاييني أن النصر كان لجديلة على الغوث، وكان عنتر في حلف جديلة، وشكاه الثعالبة إلى غظفان.
ومن المغيرة بطون بني لام المغيرة، ومنهم المطيرة بن شداد بن أوس بن حارثة ابن لام بن عمرو بن طريف بن مالك بن عمرو بن ثمامة بم مالك بن جدعاء بن ذهل بن درمان بن جندب بن خارجة بن جديلة بن سعد بن قطرة بن طيء.
وكان المغيرة أشهر قبائل طيء بن لام، وأكثرهم بطونا، ومنهم الملوك الشهيرة وآخر ملوكهم عجل بن حنيتم يأتي الكلام فيه، ثم ارتحلوا من نجد إلى العراق، والشام ومنهم الجزيرة آل عبيد بطن من المغيرة، ورئيس آل عبيد حسين آل علي، وينظم إليهم الديلم.
ومن المغيرة بطون في عرب العمارة مع إخوتهم من بني لام، ومن بطون المغيرة آل سميط أهل العراق، وآل سميط أهل قطر، انتقلوا منه إلى النجهّ من بلاد فارس، بعد قتلهم لعفير.
ومن بطونهم المغايرة، والبطن المعروف في الروقة جماعة ابن حمد، ومن بطون المغيرة العشاوين، ومن يلتحق بهم من العبيات، وقد نقلنا عن خالد بن دعيج، وعبد الله بن زامل أهل مرات، أن الرفاعي بن عشوان ينتسب بهذا النسب.
وقد تمكنت المغيرة في نجد بعد بني هلال كما سنذكره عند ذكر بني هلال، وكان آخر ملوك المغيرة عجل بن حنيتم، ومسكنه بلد الشعراء من نجد، وآثار قصر عجل باقية للآن.
وقد ذكر في زمن مسعود بن عبد العزيز رحمه الله في سنة مائتين وألف، أن رجلا من أهل سمير مرّ بالإمام مسعود، فقال الإمام مسعود للرجل: ما عمرك؟ قال مائة وأربع وعشرون سنة، فقال له من أي القبائل أنت؟ قال له: من أشد قبيلة بنجد. فقال له من المغيرة؟ قال نعم، وكان كبير القبيلة يسمى عجلا. ومما يؤثر أن بني عامر بن صعصعة حبسوا أخا عجل، وكانوا بالوفراء فسار إليهم، وقتلهم قتلا ذريعا، وأطلق أخاه. ويقال: إن البيحيص سمي بهذا الاسم لكثرة الخيل والجيش في هذه الغزوة التي بحصته بحوافرها ومناسمها.
ويقال إنهم حوصروا في غزوة من الغزوات، وضاق بهم الوادي على سمعته. ومن بطون المغيرة من الحاضرة في نجد السوالم، وهم بقايا عجل منهم آل حمود، سكان بلد ضرما. وتفرقوا منها إلا القليل. فكان لحمود من الولد عبد الله، فولد لعبد الله حمود، ومحمد، أما حمود فله بقية في ضرما، ومنهم آل إبراهيم، في بلد الرياض، ومنهم آل راشد، في ضرما، ومنهم علي بن حمود، وأخوه مسعود المسمى العارضي، ساكن بلد حايل.
وأما ناصر أخو راشد فذريته في الشعراء، وبقية آل حمود في قصر صعب من بلد المزاحية، وأما محمد بن عبد الله بن حمود فولد له ابنان: حمد وفهيد. أما فهيد فنزل بلد الأفلاج فولد له صالح، وولد لصالح فهيد، ومن فهيد سكنة العمار، تفرقت أفخاذهم من فهيد بن صالح.
وأما أحمد فولد له محمد، وكانوا يسمون في ضرما آل محيميد، فولد لمحمد حمد، وعبد الله، ومن ذريته عبد الله آل دبلان، أهل المزاحمية.
وأما حمد فولد له زيد، وولد لزيد حمد، وولد لحمد محمد، فنزل سراة وولد لمحمد حمد وزيد، وهم آل زيد المعروفون في بلد السراة.
ومن بطون المغيرة الشخيل، كان مسكنهم القديم العيينة المعروفة في وادي حنيفة. ومن الشخيل آل موسى، سكنت المبرز من الأحساء، وكان أول من انتقل من العيينة عبد الله وأخوه سليمان، أبناء موسى بن أحمد بن حسين بن عمران الشخيل. سكنوا الأحساء في سنة ثمانين وألف من الهجرة. فولد لعبد الله حسين، وولد لحسين ثلاثة أولاد: صالح، وسالم، وسليمان. وولد لسليمان: عبد اللطيف، ومحمد ثم انقرضوا.