فقلت له: سؤال في الصميم. هذه هي النقطة الحساسة التي عندها تضل الأفهام وتزل الأقدام، والتي لو وقف الناس عندها وقفة تبصر وتفهم وتدبر، وأعطوها حقها من البحث والمقارنة، لما وجدت منتسبا إلى الإسلام واحدا، يتوجه بدعاء أو استغاثة أو ذبح أو نذر أوغير ذلك مما هو حق الله وحده إلى غيره سبحانه وتعالى من الأنبياء ومن دونهم من الأولياء وغيرهم.
جهل الناس اليوم بحقيقة شرك مشركي العرب أوقعهم في الشرك
فجهل الناس في هذه الناحية الخطيرة وعدم معرفتهم بحقيقة الشرك الذي كان عليه المشركون الأولون، هو الذي أوقعهم فيما لا يظنونه شركاً، وهو الشرك بعينه، ولوثهم بما لا يحسبونه كفراً وهو الكفر ذاته (دعاء الأموات والاستغاثة بهم والذبح والنذر لهم ليشفعوا لهم ويقربوهم إلى الله زلفى) دون أن يأذن الله لهم في ذلك.
تخوف ابن الخطاب من الوقوع في الشرك
ولقد أبدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه تخوفه مما وقع فيه الناس اليوم من الشرك، منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا حيث قال:"ستنقض عرى الإسلام عروة، عروة" قيل: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال:"إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية"، أوكما قال، فهؤلاء الذين يدعون الأموات اليوم، ويذبحون وينذرون لهم، ويطوفون بقبورهم، مقدسين ومعظمين خاشعين لهم، ومتضرعين إليهم بقصد التوسل