للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مفاسد.

منها: أن بعضهم قد يجهل ذلك، أو يكون له مانع عن الحضور فيفوز بالصدقة المبادرون.

ومنها: أن بعضهم قد يكون محلّه بعيدًا فيحمله الحرص على تحصيل الصدقة على أن يترك التهيّؤ للجمعة، بل قد يترك الجمعة!

فإن قيل: فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يخصِّص شهر رمضان بزيادة العطاء.

فالجواب أن ما ثبت عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو مشروع قطعًا، ولا منافاة فيه للمصلحة المذكورة؛ لأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكن يخص رمضان بالصدقة، بل كان يخصُّه بكثرتها، فكان في سائر السنة كلَّ ما رأى محتاجًا للصدقة أعطاه. ثمّ يُكثر البذل في رمضان لإغناء الفقراء عن التكسّب أو كثرة الدوران فيه ليتفرّغوا للعبادة.

وشهر رمضان شهرٌ لا يؤدِّي إلى ما تقدّم من المفاسد.

والحاصل أن السعادة في الاتِّباع والشقاوة في الابتداع. وفقنا الله تعالى لرضاه بفضله وكرمه (١).

* * * *


(١) مجموع [٤٧١١].

<<  <   >  >>