للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والبخلاء ومددت إليهم يدك , وصبرت في ذلك , وقد غفرت لك بذلك) (١).

ونقل السهروردي عن إبراهيم بن أدهم أنه كان معتكفا بجامع البصرة مدة , وكان يفطر في كل ثلاث ليال ليلا , وليلة إفطاره يطلب من الأبواب (٢).

كما نقل عن أبي جعفر الحداد وكان أستاذ الجنيد أنه كان يخرج بين العشائين , ويسال من باب أو بابين (٣).

وذكر عن النوري أنه كان يمدّ يده ويسأل الناس (٤).

وذكر النفزي الرندي عن أبي سعيد الخراز أنه كان يمدّ يده ويقول: (ثمّ شيء لله) (٥).

وذكر الشعراني أشياء طريفة عن فقراء الزاوية التي بناها يوسف العجمي , الذي قال عنه: هو أول من أحيا طريقة الشيخ الجنيد بمصر بعد إندراسها , يقول الشعراني عن هذا الصوفي وتلاميذه:

(كانت طريقة التجريد , وأن يخرج كل يوم من الزاوية فقيرا يسأل الناس إلى آخر النهار فمهما أتى به يكون قوت الفقراء ذلك النهار كائنا من كان.

وكان الفقراء يأتي أحدهم بالحمار محملا خبزا وبصلا وخيارا وفجلا ولحما , ويوم سيدي يوسف يأتي ببعض كسيرات يابسة يأكلها فقير واحد , فسألوه عن ذلك , فقال:

أنتم بشريتكم باقية , وبينكم وبين الناس ارتباط فيعطونكم , وأنا بشريتي فنيت حتى لا تكاد ترى فليس بيني وبين التجّار والسوقة وأبناء الدنيا كبير مجانسة.

وكان صورة سؤاله أن يقف على الحانوت أو الباب ويقول: الله , ويمدّها حتى يغيب , ويكاد يسقط على الأرض , فيقول من لا يعرفه: هذا العجمي راح في الزقزية.


(١) كشف المحجوب للهجويري ص ٦٠٥.
(٢) انظر عوارف المعارف للسهروردي ص ١٥٠ , أيضا غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج٢ ص ٦٦ , أيضا إيثاظ الهمم لآبن عجيبة ص ٣٣٣.
(٣) انظر عوارف المعارف ص ١٥٠ , أيضا غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية ج٢ ص ٦٥.
(٤) عوارف المعارف ص ١٥٧.
(٥) غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج٢ ص ٦٥.

<<  <   >  >>