(٢) طهارة القلوب لعبد العزيز الدريني ص ٢٠٩ وما بعد ط مصطفى البابي الحلبي ١٩٧١ م. (٣) اللمع للطوسي ص ٥٠٠. (٤) كل ما ذكرناه حتى الآن وأوردناها من عبارات وشواهد وشهادات , لم نذكرها ولم نوردها إلا عن التصوف المعتدل , والصوفية المعتدلين , أو المتصوفة الذين أتفق على كونهم من هذه الطائفة قاصدين متعمدين , وإلا مانقل عن المتطرفين الغلاة أو الذين اختلف في أمرهم فكثير مثل ما ذكر الغزالي عن الحلاج أنه قيّد نفسه من كعبه إلى ركبته بثلاثة عشر قيدا , وكان يصلي مع ذلك كل يوم وليلة ألف ركعة (انظر مكاشفة القلوب للغزالي ص ٣٠ تحقيق عبد الله أحمد أبو زينه ط القاهرة). وحكي عن الترمذي الملقب بالحكيم أنه قال: ألهمت منع الشهوات ... حتى ربما أمنع نفسي الماء البارد , وأتورع عن شرب ماء الأنهار ... ووقع علىّ حب الخلوة في المنزل والخروج إلى الصحراء , فكنت أطوف في الخربات والنواويس , واعتصمت بها (انظر رسالة بدوّ شأن أبي عبد الله للحكيم الترمذي من مجموعة ختم الأولياء تحقيق عثمان إسماعيل يحيى ص ١٥ ط المطبعة الكاثوليكية بيروت). وذكر الشعراني عن ابن عربي: أنه كان رضي الله عنه أولا من الموقعين عند بعض ملوك المغرب, ثم إنه طرقه طارق من الله عز وجل , فخرج في البراري على وجهه إلى أن نزل في قبر. فمكث فيه مدة. ثم خرج من القبر يتكلّم بهذه العلوم التي نقلت عنه , ولم يزل سائحا في الأرض يقيم في كل بلد بحسب الإذن , ثم يرحل منها (انظر اليواقيت والجواهر للشعراني ج١ ص ٦ , ٧ ط مصطفى البابي الحلبي القاهرة).
وأما ابن الفارض فيقول عنه ابنه: سمعت والدي ابن الفارض: كنت في أول تجريدي أستأذن أبي وأطلع إلى وادي المستضعفين بالجبل الثاني من المقطم وآوي فيه , وأقيم في هذه السياحة ليلا ونهارا (انظر جمهرة الأولياء لمحمود أبي الفيض المنوفي الحسيني ج ٢ ص ٢٤٦ ط القاهرة ١٣٨٧ هـ). وعلى ذلك قال ابن عربي: إن التصوف طريق الشدة , ليس للرخاء فيه مدخل (الأمر المحكم المربوط لابن عربي الملحق بذخائر اعلاق له أيضا ص ٢٦٨ بتحقيق محمد عبد الرحمن الكروي ط القاهرة). (٥) تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص ٣٠٥ ط باكستان , أيضا طبقات الشعراني ج١ ص ٨٨.