كتاب التصوف - المنشأ والمصادر

الباب الثاني مصادر التصوف ومآخذه - المذاهب الهندية والفارسية - ص: 112

وحكى عبد العزيز الدباغ عن صوفي أنه (رمى بنفسه في بداية مجاهدته من حلقة داره إلى أسفل تسعين مرة) (١).

ويحكي عماد الدين الأموي قصة صوفي هندي دمعت إحدى عينية ولم تبك الأخرى , فقال لعينه التي لم تدمع:

(لأحرمنك النظر إلى الدنيا , وغمض عينه , فلم يفتح عينه أكثر من ستين سنة) (٢).

وذكر عن صوفي هندي خضر سيوستاني القادري أنه (كان يسكن في المقابر , ولا يلبس إلا رداء واحدا , وكان يأكل العشب وأوراق الأشجار , كان له تنور يحميه ويتعبد فيه , وكانت حيوانات البادية تجالسه وتأوي إليه , وكان يتعبد في فصل الصيف على حجر حارّ خصّه لنفسه) (٣).

ويذكر الميرزه محمد أختر الدهلوي عن الصوفي فخر الدين رازي أنه (كان يسكن ليل نهار في الغابات) (٤).

وحكى عن صوفي هندي مشهور ميان أمير أنه (كان يسكن الجبال بعيدا عن الناس) (٥).

وهناك صوفي مشهور فريد الدين الملقب بكنج شكر فيحكي عنه أنه (علّق نفسه معكوسة في بئر , ولم يزل على هذه الحال أربعين سنة لم يأكل ولم يشرب شيئا) (٦).

وصوفي هندي آخر أحمد عبد الحق (حفر لنفسه قبرا , واشتغل فيه بالعبادة ستة أشهر) (٧).

وأما حبس الدم فيذكر القشيري:

(المبتدئ في الأحوال يجب أن يسكن حواسه , ولا يتحرك أنفاسه) (٨).

---

(١) انظر الإبريز للدباغ ص ١٠٥.
(٢) حياة القلوب للأموي ص ٢١٩ بهامش قوت القلوب.
(٣) انظر تذكرة أولياء بر صغير لميرزه محمد أختر الدهلوي ج٣ ص ٣١ ط باكستان.
(٤) نفس المصدر ج١ ص ١٥٧.
(٥) تذكرة أولياء باك وهند للدكتور ظهور الحسن شارب ص ٢٨٢ ط باكستان.
(٦) تذكرة أولياء بر صغير لميرزه الدهلوي ج١ ص ٩٦ ط باكستان.
(٧) انظر تذكرة أولياء باك وهند للدكتور ظهور الحسن شارب ص ١٧٩ ط باكستان.
(٨) انظر رسالة ترتيب السلوك من الرسائل القشيرية ص ٦ , ط باكستان.