للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

معظمها آداب وأقوال .... وكلها تتشابه في بعض آرائها مع الأقوال المنسوبة إلى كبار الصوفية المسلمين في كتب طبقات الصوفية المختلفة (القشيري , السلمي , الشعراني , الهروي , العطار , الجامي الخ الخ) (١).

ولقد أقر الدكتور أبو العلاء العفيفي أيضا بتأثر ابن عربي ومن نهج منهجه في الأمور الكثيرة وفي نظرية الفيض بأفلاطونية المحدثة (٢).

وكتب الدكتور التفتازاني كلاما يشبه هؤلاء حيث قال ك

(ونحن لا ننكر الأثر اليوناني على التصوف الإسلامي , فقد وصلت الفلسفة اليونانية عامة , والأفلاطونية المحدثة خاصة , إلى صوفية الإسلام عن طريق الترجمة والنقل , أو الاختلاط مع رهبان النصارى في الرها وحران. وقد خضع المسلمون لسلطان أرسطو , وإن كانوا قد عرفوا فلسفة أرسطو على أنها فلسفة إشراقية , لأن عبد المسيح بن ناعمة الحمصي حينما ترجم الكتاب المعروف بـ (أثولوجيا أرسطو طاليس) قدمه إلى المسلمين على أن لأرسطو على حين أنه مقتطفات من تاسوعات أفلوطين.

وليس من شك في أن فلسفة أفلوطين السكندري التي تعتبر أن المعرفة مدركة بالمشاهدة في حال الغيبة عن النفس وعن العالم المحسوس , كان لها أثرها في التصوف الإسلامي فيما نجده من كلام متفلسفي الصوفية عن المعرفة. وكذلك , كان لنظرية أفلوطين السكندري في الفيض وترتيب الموجودات عن الواحد أو الأول. أثرها على الصوفية المتفلسفين من أصحاب الوحدة كالسهروردي المقتول , ومحي الدين بن عربي , وابن الفارض , وعبد الخالق بن سبعين , وعبد الكريم الجيلي , ومن نحا نحوهم.

ونلاحظ بعد ذلك أن أولئك المتفلسفة من الصوفية نتيجة اطلاعهم على الفلسفة اليونانية قد اصطنعوا كثيرا من مصطلحات هذه الفلسفة مثل: الكلمة - العقل الأول - العقل الكلي - العلة والمعلول ز الكلي .... إلخ) (٣).

وبمثل ذلك قال الدكتور محمد كمال جعفر (٤).


(١) انظر تاريخ التصوف الإسلامي للدكتور عبد الرحمن بدوي ص ٤١ , ٤٢.
(٢) انظر تعليقات أبي العلاء العفيفي من فصوص الحكم لابن عربي الجزء الثاني ص ٩ ط دار الكتاب العربي بيروت.
(٣) انظر مدخل إلى التصوف الإسلامي للدكتور أبي الوفا الغنيمي التفتازاني ص ٣٣ , ٣٤.
(٤) انظر مقدمة كتاب المعارضة والرد لسهل بن عبد الله التستري ط دار الإنسان القاهرة.

<<  <   >  >>