للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ورووا في هذا الخصوص روايات مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم , وعلى عليّ رضي الله عنه وأولاده.

منها ما رواها ابن بابويه القمي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون) (١).

وروى المفيد في أماليه عن جعفر بن محمد أنه قال:

(إن الله فرض ولايتنا وأوجب مودتنا ,والله , ما نقول بأهوائنا , ولا نعمل بآرائنا , ولا نقول إلا ما قال ربنا عز وجل) (٢).

وقال ابن بابويه القمي في كتاب الخصال مفسرا قول الله عز وجل: لا ينال عهدي الظالمين , يقول في تفسير: (فإذن لا يكون الإمام إلا معصوما , ولا تعلم عصمته إلا بنصّ الله عز وجل عليه) (٣).

وبمثل ذلك قال المتصوفة في كبرائهم وأوليائهم.

وقبل أن نذكر النصوص في هذا الخصوص نورد ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الباب عن الشيعة ومن تبعهم في ذلك من المتصوفين:

(وكذلك الرافضة موصوفون بالغلو عند الأمة فإن فيهم من ادّعى الإلهية في علي وهؤلاء شر من النصارى وفيهم من ادعى النبوة فيه ومن أثبت نبيا بعد محمد فهو شبيه بأتباع مسيلمة الكذاب وأمثاله من المتنبئين إلا أن عليا رضي الله عنه بريء من هذه الدعوة بخلاف من ادعى النبوة لنفسه كمسيلمة وأمثاله وهؤلاء الإمامية يدعون ثبوت إمامته بالنص وأنه كان معصوما هو وكثير من ذريته وأن القوم ظلموه وغصبوه ودعوى العصمة تضاهي المشاركة في النبوة فإن المعصوم يجب إتباعه في كل ما يقول لا يجوز أن يخالف في شيء وهذه خاصة الأنبياء ولهذا أمرنا أن نؤمن بما أنزل إليهم فقال تعالى {قُولُواْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} فأمرنا أن نقول آمنا بما أوتى النبيون وقال تعالى {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن


(١) عيون أخبار الرضا لابن بابويه القمي ج ١ ص٦٤ ط طهران.
(٢) الأمالي للمفيد ص ٥٩ , ٦٠ ط قم إيران ١٤٠٣ هـ.
(٣) كتاب الخصال لابن بابويه القمي باب الخمسة ج ١ ص ٣١٠ ط كتاب الخصال لابن بابويه القمي باب الخمسة ج ١ ص ٣١٠ ط إيران.

<<  <   >  >>