للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لأن الحق يتولى تصريفه (فيصرّفه في وظائفه وموافقاته , فيكون محفوظا فيما لله عليه , مأخوذا عما له وعن جميع المخالفات , فلا يكون له إليها سبيل وهو العصمة) (١).

و (أن تصير الأشياء كلها له واحدة , فتكون كل حركاته في موافقات الحق دون مخالفاته) (٢).

و (لطائف الله في عصمة أنبيائه وحفظ أوليائه أكثر من أن تقع تحت الإحصاء والعدّ) (٣).

وبمثل ذلك قال القشيري:

(الوليّ له معنيان: أحدهما: فعيل بمعنى مفعول , وهو من يتولى الله سبحانه وتعالى أمره , قال تعالى ك {وهو يتولى الصالحين} , فلا يكله إلى نفسه لحظة , بل يتولى الحق سبحانه رعايته.

والثاني: فعيل مبالغة من الفاعل , وهو الذي يتولى عبادة الله وطاعته , فعبادته تجري على التوالي , من غير أن يتخللها عصيان.

وكلا الوصفين واجب حتى يكون الوليّ وليا: يجب قيامه بحقوق الله تعالى على الاستقصاء والاستيفاء , ودوام حفظ الله تعالى إياه في السراء والضراء) (٤).

وقال أيضا:

(فإن قيل: ما معنى الوليّ؟

قيل: يحتمل أمرين: أحدهما أن يكون فعيلا مبالغة من الفاعل , كالعليم والقدير وغيره فيكون معناه: من توالت طاعاته من غير تخلل معصية.

ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول , كقتيل بمعنى مقتول , وجريح بمعنى مجروح , وهو الذي يتولى الحق سبحانه , حفظه وحراسته على الادامة والتوالي , فلا يخلق له الخذلان الذي هو قدرة العصيان , وإنما يديم توفيقه الذي هو قدرة الطاعة ,


(١) التعرف للكلاباذي ص ١٤٧.
(٢) أيضا ص ٤٨.
(٣) أيضا ص ١٥٥.
(٤) الرسالة القشيرية ج ٢ ص٥٢٠.

<<  <   >  >>