للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كنت خرجت عن أمره ونهيه. فسمع النداء من قلبي , فصاح وقال: أحرقتني بالله! وغاب) (١).

ثمّ علق عليها بقوله:

(وفي هذه الحكاية دليل على حفظه وعصمته , لأن الله سبحانه وتعالى يحفظ أولياءه في كل الأحوال من كيد الشيطان) (٢).

وتؤيد وتدعم أنهم يدّعون أولياءهم ومتصوفيهم معصومين , مقولاتهم في كتبهم أنه لا يجوز الاعتراض على وليّ من أوليائهم أو على أحد من متصوفيهم , لو كان عمله يعارض الشرع , أو يظهر بصورة منكرة , فيقول الشعراني:

(من دخل في صحبة شيخ , ثم اعترض عليه بعد ذلك فقد نقض عهد الصحبة) (٣).

ثم نقل حكايتان خبيثتين تدلان على عقيدة القوم في مشائخهم وكونهم معصومين , فيقول:

(كان أبو سهل الصعلوكي رحمه الله يقول:

كان لبعض الأشياخ مجلس يفسر فيه القرآن العظيم فأبدله بمجلس قوال , فقال مريد بقلبه: كيف يبدل مجلس القرآن بمجلس قوال؟

فناداه الشيخ: يا فلان , من قال لشيخه: لم , لم يفلح.

فقال المريد: التوبة ... وزار أبو تراب النخشبي وشقيق البلخي أبا يزيد البسطامي , فلما قدّم خادمه السفرة قلا له: كل معنا يا فتى , فقال: لا , إني صائم.

فقال له أبو تراب: كل , ولك أجر صوم شهر.

فقال: لا , فقال له شقيق: كل , ولك أجر صوم سنة , فقال: لا , فقال أبو يزيد: دعوا من سقط من عين رعاية الله عز وجل , فسرق ذلك الشاب بعد سنة , فقطعت يده عقوبة له على سوء أدبه مع الأشياخ , ثم نقل عن الشيخ برهان الدين أنه قال:


(١) كشف المحجوب للهجويري ص ٣٤٢ ترجمة عربية للدكتورة إسعاد عبد الهادي قنديل ط دار النهضة بيروت ١٩٨٠ م.
(٢) أيضا.
(٣) انظر الأنوار القدسية في معرفة القواعد الصوفية للشعراني ج ١ ص ١٧٤.

<<  <   >  >>