للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قلب عبدي , لا يقف عليه أحد من خلقي.

قال أبو الحسن بن أبي ذر قي كتابه منهاج الدين أنشدونا للشلبي:

علم التصوف لا نفاذ له ... علم سنيّ سماويّ ربوبيّ

فيه الفوائد للأرباب يعرفها ... أهل الجزالة والصنع الخصوصي) (١).

وبالغوا في مدحه حتى قالوا:

(سئل بعض العلماء عن علم الباطن: أي شيء هو؟

فقال: سرّ من سرّ الله تعالى يقذفه في قلوب عباده لم يطلع عليه ملكا ولا بشرا) (٢).

و (علم الباطن سر من أسرار الله) (٣).

وكذب الآخر على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نسب هذا الكلام إليه صلوات الله وسلامه عليه فقال:

(علم الباطن سر من أسرار الله تعالى وحكمة من حكمته يقذفه في قلوب من يشاء من عباده) (٤).

ولقد بين داود القيصري من هم أصحاب العلم الباطن , وما هي قيمتهم ومنزلتهم مقابل أصحاب الظاهر , شارحا مبيّنا الحديث الموضوع الذي ذكرنا فيما سبق , فيقول:

(ولما كان للكتاب ظهر وبطن وحد ومطلع , كما قال عليه السلام: (إن للقرآن ظهراً وبطناً وحداً ومطلعاً) , وقال عليه السلام: (إن للقرآن بطناً ولبطنه بطناًً , إلى سبعة أبطن) وفي رواية (إلى سبعين بطناً) , وظهره: ما يفهم من ألفاظه ويسبق الذهن إليه. وبطنه: المفهومات اللازمة للنظر الأول. وحدّه: ما إليه ينتهي غاية إدراك الفهوم والعقول , ومطلعه: ما يدرك منه على سبيل الكشف والشهود , من الأسرار الإلهية والإشارات الربانية. والمفهوم الأول , الذي هو الظهر , للعوام والخواص. والمفهومات اللازمة له (هي) للخواص ولا مدخل فيها للعوام. والحدّ للكاملين. والمطلع لخلاصة أخص الخواص كأكابر الأولياء. وكذلك التقسيم في


(١) التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ص ١٠٥ , ١٠٦.
(٢) قوت القلوب لأبي طالب المكي ج١ ص ١٢٠.
(٣) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص ٢٥٨.
(٤) جمهرة الأولياء للمنوفي الحسيني ج١ ص ٨٨.

<<  <   >  >>