للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا ما لا يوجد له نظير حتى لدى الشيعة , منبع كل فساد , ومصدر كل رذيلة.

ولكن التلميذ قد فاق أستاذه , والمريد مرشده , والمتعلم معلمه.

وهناك آخر من كبار مشائخ القوم , يسمونه قطب الواصلين عبد العزيز الدباغ , يقول:

(إن بعض المريدين قال لشيخه: يا سيدي دلّني على شيء يريحني مع الله عز وجل.

فقال: له الشيخ: إن أردت ذلك فكن شبيها له في شيء من أوصافه عز وجل , فإنك إن اتصفت بشيء منها فإنه يسكنك يوم القيامة مع أوليائه في دار نعيمه ولا يسكنك مع أعدائه في دار جحيمه.

فقال المريد: وكيف لي بذلك يا سيدي وأوصافه تعالى لا تنحصر.

فقال الشيخ: كن شبيهه في بعضها , فقال: وما هو يا سيدي؟

فقال: كن من الذين يقولون الحق , فإن من أوصافه تعالى قول الحق , فإن كنت من الذين يقولون الحق فإن الله سيرحمك , فعاهد الشيخ على أن يقول الحق , وافترقا.

وكان بجوار المريد بنت فدخل الشيطان بينهما حتى فجر بها وافتضها , فلم تقدر البنت على الصبر مع أنها هي التي طلبت منه الفعل , لأنها تعلم أن الافتضاض لا يخفى بعد ذلك ,فأعلمت أباها فرفعه إلى الحاكم , وقال: إن هذا فعل ببنتي كذا وكذا.

فقال الحاكم للمريد: أتسمع ما يقول؟

فقال: صدق , قد فعلت ذلك , كان مستحضرا للعهد الذي فارق الشيخ عليه , فلم يقدر على الجحود والنكران , فلما سمع منه الحاكم ما سمع , قال: هذا أحمق , اذهبوا به إلى المارستان , فإن العاقل لا يقرّ على نفسه بما يعود عليه بالضرر , فدخل المارستان , ثم جاء من رغب الحاكم , وشفع فيه فسرّحوه) (١).

وأحد كبار القوم و (شهيد التصوف الإمام الأجل نجم الملة والدين قطب الإسلام والمسلمين , برهان السنة , محيي الحق نجم الدين الكبري) يخبر عن فسقه


(١) الإبريز للدباغ ص ٤٣. ط مصر.

<<  <   >  >>