للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصوف , ولو أنه هو اختيار الكثيرين من الصوفية وغيرهم كالطوسي , وأبي طالب المكي , والسهروردي وأبي المفاخر يحيى باخرزي , وابن تيمية , وابن خلدون من المتقدمين.

والاستاذ مصطفى عبد الرزاق , والدكتور زكي مبارك , والدكتور عبد الحليم محمود , والدكتور قاسم غني , ومن المستشرقين مرجليوس , ونيكلسون , وماسينيون , ونولدكه وغيرهم من المتأخرين , مع انكار ذلك من أعلام الصوفية وأقطابها كما مر سابقا.

ومن الطرائف أن الدكتور زكي مبارك استشهد القشيرية على ردّ من جعل اشتقاق التصوف من الصفاء بالقشيري , واستند إلى قوله قائلا:

(وقد استبعد ذلك القشيري وهو من أقطاب الصوفية) (١).

مع أنه هو نفسه يورد بعد أسطر من هذا الإستشهاد والاستناد رأيه في الموضوع بأن التصوف مأخوذ من الصوف , مع أن القشيري ردّ على هذا كما ردّ على ذلك.

وأطرف من ذلك أن السراج الطوسي من متقدمي الصوفية هو الآخر من يرجح نسبة التصوف إلى الصوف كما مر سابقا , ولكنه نفسه يرد كلامه حيث يذكر عن يحيى بن معاذ الرازي أنه كان يلبس الصوف والخلقان في ابتداء أمره , ثم كان في آخر عمره يلبس الخز اللين ... وأن أبا حفص النيسابوري كان يلبس قميصا خزا وثيابا فاخره , ثم ذكر: وآداب الفقراء في اللباس أن يكونوا مع الوقت إذا وجدوا الصوف أو اللبدة أو المرقعة لبسوا , وإذا وجدوا غير ذلك لبسوا) (٢).

هذا ومثل هذا كثير في كتب الآخرين من الصوفية المتقدمين منهم والمتأخرين. ولا بأس بنقل عبارات مختصرة عن مصطفى عبد الرزاق حيث يقول:

أما أصل هذا التعبير فالأقاويل فيه كثيرة:

فمن مرجح أنه لفظ جامد غير مشتق كالقشيري.

ومن قائل: أنه مشتق من الصفاء أو الصفو.

ومن قائل: أن اللفظ مأخوذ من الصوف لأن لباس الصوف كان يكثر في الزهاد.


(١) التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق للدكتور زكي مبارك ج١ ص٥١.
(٢) انظر اللمع للطوسي ص ٢٤٩.

<<  <   >  >>