للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(بشمينه بوش) أي لابس الصوف وكان يطلق على رجال المسيحيين ونسائهم) (١).

ولا بأس من إيراد تعليقة ذكرت تحت هذه العبارة:

(ويقول ياقوت في كتاب (معجم البلدان) في حواشي (دير العذارى): وقال أبو الفرج: ودير العذارى بسر من رأى إلى الآن موجود يسكنه الرواهب. وحدث الجاحظ في كتاب (المعلمين) قال: حدثني ابن الفرج الثعلبي: أن فتيانا من بني ملاص من ثعلبة أرادوا القطع على مال يمر بهم قرب دير العذارى فجاءهم من أخبرهم أن السلطان قد علم بهم وأن الخيل قد أقبلت تريدهم , فاستخفوا في دير العذارى , فلما صاروا فيه سمعوا وقع حوافر الخيل التي تطلبهم راجعة , فأمنوا ثم قال بعضهم لبعض: ما لذي يمنعكم أن تأخذوا بالقس فتشدوا وثاقه ثم يخلوا كل واحد منكم بهذه الأبكار , فإذا طلع الفجر تفرقنا في البلاد , وكنا جماعة بعدد الأبكار اللواتي كن أبكارا في حسابنا. ففعلنا ما اجتمعنا عليه , فوجدناهن جميعا ثيبات قد فرغ منهن القس قبلنا .. فقال بعضنا:

ودير العذارى فضوح لهن ... وعند القسوس حديث عجيب

خلونا بعشرين صوفية ... نيك الرواهب أمر غريب

إذا هن يرهزن رهز الظراف ... وباب المدينة فج رحيب

ويبدو من تعبير (الصوفية) في هذا الشعر أن المقصود منه الراهبات المسيحيات) (٢).

ولذلك خالف علماء الأمة وفقهاؤها لبسه.

فلقد نقل الإمام ابن تيمية عن أبي الشيخ الأصبهاني عن إسناده أن ابن سيرين بلغه أن قوما يفضلون لباس الصوف فقال:

(إن قوما يتخيرون الصوف يقولون إنهم متشبهون بعيسى بن مريم , وهدي نبينا أحب إلينا , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس القطن وغيره) (٣).


(١) تاريخ التصوف في الإسلام لقاسم غني ترجمة عربية لصادق نشأت ص ١٠١١٠ , ١٠٢٠١ ط مكتبة النهضة القاهرة ١٩٧٠ م.
(٢) أيضا تعليقه رقم ٢ ص ١٠٢.
(٣) الصوفية والفقراء لشيخ الإسلام ابن تيمية ص ٧ ط دار الفتح القاهرة ١٩٨٤ م.

<<  <   >  >>