للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما (القارض) بالضاد فاسم فاعل من قرضت الشيء أقرضه قرضا فأنا قارض: إذا قطعته قطعا صغيرا لا كثيرا. والقارض: الناطق بالقريض، وهو الشعر. ومنه المثل السائر لعبيد بن الأبرص: (حال الجريض دون القريض) . والقارض العادل عن الشيء. يقال: قرضت الموضع والشيء يمينا وشمالا: عدلت عنه. وفي الكتاب العزيز جل منزله: "وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال". قال أبو عبيد: تخلفهم شمالا وتجاوزهم، ومنه قولهم: هل مررت بمكان كذا؟ فيقول المسؤول: قرضته ذات اليمين ليلا، وأنشد لذي الرمة:

إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... شمالا وعن أيمانهن الفوارس

وأما (القارظ) فهو اسم فاعل أيضا وهو الذي يجتني القرظ، وهو ورق السلم يدبغ به، ومنه: أديم مقروظ وكبش قرظي وقرظي، بفتح الأول وضم قاف الثاني وفتح الراء، منسوب إلى بلاد القرظ، وهي بلاد اليمن لأنها منابت القرظ. وفي المثل السائر: (لا آتيك أو يؤوب القارظان) ، وكلاهما من عنزة أحدهما يقدم بن عنزة ولآخر فلان بن هميم بن يقدم خرجا في طلب القرظ فلم يرجعا، قال أبو ذؤيب:

وحتى يؤوب القارظان كلا هما ... وينشر في القتلى كليب لوائل

وقال الآخر:

فرجي الخير وانتظري إيابي ... إذا ما القارظ العنزي آبا

(٧٤أ) وسعد القرظ: مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان بقباء فلما ولي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنزله المدينة. وقريظة والنظير قبيلتان من يهود خيبر، وقد دخلوا في العرب على نسبهم إلى هارون أخي موسى عليهما السلام، منهم محمد بن [كعب] القرظي أحد الاخباريين.

[القيض والقيظ]

فأما (القيض) بالضاد فمصدر قاضت السن قيضا: إذا تحركت، وانقاضت: إذا انشقت طولاً، قال أبو ذؤيب:

فراق كقيض السن فالصبر إنه ... لكل أناس عثرة وجبور

والقيض: ما تفلق من قشر البيض الأعلى. وأما (القيظ) بالظاء فمصدر قاظ في موضع كذا قيظا: صار فيه في وقت القيظ، والقيظ: شدة الحر، وجمع قيظ وقيوظ. وقاظ. وقاظ بالمكان وتقيظ: إذا أقام به أيام القيظ، قال الأعشى: يا رخما قاظ على مطلوب والموضع الذي يقام فيه أوان القيظ: مقيظ، بفتح الميم وكسر القاف. وقاظ يومنا: اشتد حره. وقيظني هذا الشيء أي كفاني لقيظي. واسم الفاعل منه: بكسر الياء، والمفعول: مقيظ، بفتحها، قال الراجز:

من كان ذا بت فهذا بتي ... مقيظ مصيف مشتي

[حرف اللام]

[اللضلضة واللظلظة]

فأما (اللضلضة) بالضاد فمصدر لضلض الدليل لضلضة: إذا تلفت في مسيره، وإنما يفعل ذلك لحذقه، يقال: دليل لضلاض أي (٧٤ب) حاذق لكثرة تلفته يمينا وشمالا، قال الراجز: وبلدة تغبى على اللضلاض وأما (اللظلظة) بالظاء فهو مصدر لظلظت الحية لظلظة وهو تحريكها رأسها من شدة اغتياظها، وتلظلظت تلظلظا: إذا فعلت ذلك، وحية تتلظلظ من خبثها.

[حرف الميم]

[المض والمظ]

فأما (المض) بالضاد فمصدر مضه الشيء يمضه مضا: إذا آلمه وبلغ من قلبه فهو ماض وممض. قال ابن دريد: وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: (مضني) كلام قديم قد ترك. وكأنه أراد أن الأفصح عنده: أمضني. ومض، بكسر الميم والضاد: كلمة تستعمل بمعنى (لا) ، قال الراجز: سألت هل وصل فقالت: مض وهي مع ذلك مطمعة في الإجابة. وفي المثل السائر: (إن في مض لمطمعاً) ، قال أبو بكر بن دريد: وأصل ذلك أن يسأل الرجل الرجل الحاجة فيعوج له شفته كأنه يطمعه فيها. وأما (المظ) بالظاء فالرمان البري، وهو ينبت في جبال السراة، قال أبو ذؤيب:

فجاء بمزج لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل

يمانية أحيا لها مظ مائد ... وآل قراس صوب أرمية كحل

أرمية: جمع رمي، وهو ضرب من السحاب. ومائد وآل قراس: جبال بالسراة باردة.

[حرف النون]

(٧٥أ) الناضر والناظر

<<  <   >  >>