١٨٤ - أمَا جَاءَكُمْ عنْ ربِّكُم {وَتَزَوَّدُوا} ... فما عُذْرُ مَنْ وَافَاهُ غيرَ مُزَوَّدِ
١٨٥ - فما هذهِ الأيَّامُ إلَّا مَراحِلٌ ... تُقَرِّبُ مِنْ دارِ اللِّقَا كلَّ مُبْعَدِ
١٨٦ - ومَنْ سارَ نحوَ الدَّارِسَتَيْنِ حِجَّةً ... فقدْ حانَ منهُ الْمُلْتَقَى وكأنْ قَدِ
١٨٧ - فما الناسُ إلَّا مِثلُ سُفْرٍ تَتَابَعوا ... مُقيمٌ لتهويمٍ على إِثْرِ مُغْتَدِ
١٨٨ - ومَنْ كانَ عِزْرَائِيلُ كافلَ رُوحِهِ ... إذا فاتَهُ في اليومِ لمْ يَنْجُ في غَدِ
١٨٩ - ومَنْ رُوحُهُ في الْجِسْمِ منهُ وَديعَةٌ ... فَهَيْهَاتَ أَمْنٌ يُرْتَجَى مِنْ مُرَدَّدِ
١٩٠ - فما حقُّ ذِي لُبٍّ يَبيتُ بليلةٍ ... بلا كَتْبِ إِيصَاءٍ وإشهادِ شُهَّدِ
١٩١ - وواجبٌ الإِيصَا على الْمَرءِ إنْ يكُنْ ... عليهِ حقوقٌ واجباتُ التَّرَدُّدِ
١٩٢ - ومَنْ يُوصِ في إِثْمٍ كإحداثِ بَيعةٍ ... وكَتْبٍ لتوراةٍ والانْجِيلِ يُرْدَدِ
١٩٣ - وشاربِ خمرٍ أوْ مُغَنٍّ ونحوِ ذا ... مِن العونِ في فِعْلِ المعاصي لِمُعْتَدِي
١٩٤ - وسِيَّانِ إِيصَاءُ التَّقِيِّ وفاجِرٍ ... بهذا وَإِيصَا ذِمَّةٍ ومُوَحِّدِ
١٩٥ - ولا بأسَ أنْ يَخْبَا الفتى كَفَنًا لَهُ ... لِحِلٍّ وآثارِ الرِّضَى والتعَبُّدِ
١٩٦ - فبادِرْ هُجومَ الموتِ في كَسْبِ ما بهِ ... تَفوزُ بهِ يومَ القِيامةِ واجْهَدِ
١٩٧ - فَكَمْ غَبْنَ مَغبونٍ بنِعمةِ صِحَّةٍ ... ونِعمةِ إمكانِ اكتسابِ التَّعَبُّدِ
١٩٨ - فنَفْسَكَ فاجْعَلْها وَصِيَّكَ مُكْثِرًا ... لسَفْرَةِ يومِ الحشْرِ طِيبَ التَّزَوُّدِ
١٩٩ - ومَثِّلْ وُرُودَ القَبْرِ مهما رأيتَهُ ... لنفسِكَ نفَّاعًا فقَدِّمهُ تَسْعَدِ
٢٠٠ - فما نَفَعَ الإنسانَ مِثلُ اكتسابِهِ ... بيومٍ يَفِرُّ المرءُ مِنْ كُلِّ مَحْتِدِ
٢٠١ - كَفَى زَاجِرًا للمرءِ مَوتٌ مُحَتَّمٌ ... وقبرٌ وأهوالٌ تُشاهَدُ في غَدِ
٢٠٢ - ونارًا تَلَظَّى أَوْعَدَ اللَّهُ مَنْ عَصَى ... فمِنْ خارجٍ بعدَ الشَّقَا ومُخَلَّدِ