الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه.
أما بعد:
فإن منظومة الآداب الكبرى للعلامة ابن عبد القوي عليه رحمة الله، جديرة بالاهتمام بها، فإنها طبعت من قبل مع شرحها (غذاء الألباب شرح منظومة الآداب)، وقد أخبرني الأخ الفاضل المحقق النحرير محمد بن ناصر العجمي، أن العلامة السفاريني لم يقم بشرحها كاملة، وإنما شرح غالب أبياتها، وقد طبعت وحدها، ولكن ينقص هذه الطبعة التحقيق، حيث إنها ملئت بالأخطاء المطبعية وغيرها، لهذا قام أخونا الفاضل محمد بن ناصر العجمي مشكورا بتحقيقها التحقيق اللائق بها، وضبطها بالشكل، واعتنى بها العناية الفائقة بالقدر المستطاع، حتى غدت كالشمس في رابعة النهار، وألبسها جلباب الحسن والبها، فغدت كعروس تزري بالمها، وطاولت في تَغَليها السُّهَا، مع تعليقات منيرة واضحة كالشمس في وقت الظهيرة.