الْبَاب الْخَامِس عشر وَمِمَّا اخْتلفُوا أَنه مَنْسُوخ وَلَا يجوز عِنْد أهل النّظر أَن يكون الْكتاب وَالسّنة مَنْسُوخا من ذَلِك قَوْله عز وَجل {إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ}
شُرَيْح عَن الْكَلْبِيّ أَنه قَالَ نسختها {إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحسنى أُولَئِكَ عَنْهَا مبعدون} وَهَذَا لَا يحل لأحد أَن يَظُنّهُ دون أَن يقطع بِهِ أَن الله جلّ ذكره إِنَّمَا عَنى فِي الْآيَة الأولى عَذَاب الْمَلَائِكَة وَعِيسَى وَغَيره من وليائه فَأخْبر عباده أَن يعذبهم ثمَّ نسخ من ذَلِك خَصْلَتَيْنِ
إِحْدَاهمَا أَن الله جلّ ذكره لم يرد عَذَاب أوليائه قطّ بذلك لِأَنَّهُ مَا زَالَ يُرِيد أَن لَا يعذبهم
وَالثَّانيَِة أَنه كَانَ تقدم من الله عز وَجل فِي الْمَسِيح وَالْمَلَائِكَة وَفِي عُزَيْر أَخْبَار أَنهم من أهل الْجنَّة قبل نزُول هَذِه الْآيَة وَلَا جَائِز أَن يكذب الله عز وَجل خَبره