بِمَالك، فَسَأَلَ أبي: مَا هَذَا؟ فَقيل لَهُ: مَالك وَإِذا بَين يَدَيْهِ صبية سَوْدَاء تلقط النَّوَى فَقَالَ: قَاتل اللَّهِ الَّذِي يَقُول:
(احذر على مَاء الْعَشِيرَة والهوى ... على مَالك يَا لهف نَفسِي على مَالك)
وَأي شَيْء كَانَ يتعشق من مَالك، إِنَّمَا هِيَ جرة سَوْدَاء، قَالَ: تَقول الصبية: أَي بِأبي إِنَّه وَالله كَانَ لَهُ بهَا شجن لم يَك لَك.
[١٠٠] أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر قَالَ أنبأ أَبُو الْحسن بن عبد الْجَبَّار قَالَ أنبأ أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي قَالَ: أنبأ أَبُو عمر بن حيوية قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن خلف قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو الْفضل الْكَاتِب عَن أبي مُحَمَّد العامري قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيل بن جَامع، كَانَ أبي يعظني فِي الْغناء ويضيق عَليّ، فهربت مِنْهُ إِلَى أخوالي بِالْيمن، فأنزلني خَالِي غرفَة لَهُ مشرفة على نهر فِي بُسْتَان، وَإِنِّي لمشرف مِنْهَا إِذا طلعت سَوْدَاء مَعهَا قربَة فَنزلت إِلَى المشرعة فَجَلَست وَوضعت قربتها وغنت:
(إِلَى اللَّهِ أَشْكُو بخلها وسماحتي ... لَهَا عسل مني وتبذل علقما)
(فردي مصاب الْقلب أَنْت قتلته ... وَلَا تتركيه هائم الْقلب مغرما)
وذرفت عَيناهَا وَاسْتقر بِي مَا لَا قوام لي بِهِ، ورجوت أَن ترده، فَلم تفعل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute