لأَسْتَحي من الله [عز وَجل] أَن آكل وَعين تنظر إِلَيّ لَا تَأْكُل، ثمَّ مضى عني، فَأتى جَعْفَر وَرَثَة عُثْمَان فَنزل عِنْدهم، فَقَالَ: جِئْت فِي حَاجَة. قَالُوا: وَمَا حَاجَتك؟ قَالَ: تبيعوني الْحَائِط الْفُلَانِيّ فَقَالُوا لَهُ: قد وهبناه لَك. قَالَ: لست آخذه إِلَّا بِضعْف: فباعوه فَقَالَ لَهُم: وتبيعوني الْغُلَام الْأسود. فَقَالُوا لَهُ: إِنَّا قد ربيناه وَإنَّهُ كأحدنا، فَلم يزل بهم حَتَّى باعوه، وَانْصَرف عَنْهُم. فَلَمَّا أصبح غَدا على الْغُلَام وَهُوَ فِي الْحَائِط، فَقَالَ لَهُ: أشعرت أَنِّي قد اشترتيك واشتريت الْحَائِط من مواليك؟ فَقَالَ لَهُ: بَارك الله لَك فِيمَا اشْتريت، وَلَقَد غمني مفارقتي لموَالِي أَنهم ربوني. فَقَالَ لَهُ: وَأَنت حر، والحائط ملك لَك. قَالَ: إِن كنت يَا مولَايَ صَادِقا فاشهد عَليّ أَنِّي قد أوقفته على وَرَثَة عُثْمَان بن عَفَّان، فتعجب عبد اللَّهِ بن جَعْفَر مِنْهُ وَقَالَ: مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ.
[٩٧] أَنبأَنَا عَليّ بن عبد اللَّهِ عَن أبي الْحسن بن الْمُهْتَدي عَن أبي حَفْص ابْن شاهين قَالَ: ثَنَا أَحْمد بن إِسْحَاق بن بهْلُول قَالَ نَا عبد اللَّهِ بن الْهَيْثَم قَالَ ثَنَا الْأَصْمَعِي قَالَ: تبع رجل سَوْدَاء فَقَالَت: أما زاجر من عقل إِذا لم يكن ناه من دين. فَقَالَ: وَهل يَرَانَا إِلَّا الْكَوَاكِب؟ قَالَت: فَأَيْنَ مكوكبها؟
[٩٨] أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر قَالَ أنبأ الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار قَالَ: أنبأ أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي قَالَ أنبأ أَبُو عمر بن حيوية قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن خلف قَالَ نَا أَبُو سعيد الْمَدِينِيّ قَالَ نَا بعض أَصْحَابنَا قَالَ: نزل رجل من أهل الْحجاز