والآخر: فصولٌ عقدها في كتابه: «المجتنى من المجتبى»(١)، بدأها بفصل عنوانه:«الإشارة إلى بعض أخبار العشرة»، ثم:«فصل في مسانيدهم»، ثم:«الإشارة إلى المشتهرين بالذكر من الصحابة بعد العشرة، وعدد مسانيدهم»، ثم:«الإشارة إلى أخبار المشتهرات بالذكر من الصحابيات، وذكر مسانيدهم»، بدأه بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بناته، وختم بفصل عنوانه:«ذكر اللواتي اشتهرن بالذكر من الصحابيات»، وترجم في كل فصل لمن فيه من الصحابة، وذكر عددَ ما رُوي عن كل واحد من الأحاديث إجمالًا، وعددَ ما أَخرج له البخاري ومسلم من ذلك.
وألف في هذا الموضوع أبو سعيد العلائي المتوفى سنة ٧٦١، كتابه:«كشف النقاب عما روى الشيخان للأصحاب»، ونص في مقدمته على أنه لخصه من كتاب الحميدي، وألف بعده يحيى بن أبي بكر العامري المتوفى سنة ٨٩٣، كتابه:«الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة»، ترجم فيه لكل صحابي، وذكر عدد ما له في الصحيحين، والسنن الأربع.
واعتنى العلماء بهذا الموضوع ضمن كتبهم المؤلفة في رجال البخاري ومسلم، مثل أبي نصر الكَلَاباذي المتوفى سنة ٣٩٨، في كتابه:«رجال البخاري»، وأبي بكر بن مَنْجُويه المتوفى سنة ٤٢٨، في كتابه:«رجال مسلم»، وأبي الفضل بن طاهر المقدسي المتوفى سنة ٥٠٧، في كتابه:«الجمع بين رجال الصحيحين»، وهو جَمْع بين كتابَي الكَلَاباذي وابن مَنْجُويه، وأبي
(١) طبعه الدكتور علي بن حسين البواب، سنة ١٤٠٩، بدار الفائز، معتمدًا نسختين، إحداهما محفوظة في مكتبة أحمد الثالث بتركيا، ضمن المجموع ٥٨٨، تقع بين الورقات (١٦٧ - ٢٢٥)، منسوخة سنة ٦٣٢، مختلة الترتيب، مع عدم وجود سقط فيها، وعنها صورة في جامعة الإمام بالرقم ١٠٤٣٨ ف، وعندي منها صورة.