للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبذلك يظهر بطلان زعم أهل البدع وكذبهم وقولهم بالتعارض بين الأدلة النقلية والعقلية (١).

المصدر الثاني: السُّنَّة

إن السلف رحمهم الله يجعلون كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - هو الأصل الذي يُعتمد عليه، وإليه يُرد ما تنازع الناس فيه، فما وافقهما كان حقًّا وما خالفهما كان باطلًا (٢).

يقول ابن حزم - رحمه الله -: "فلم يسمع مسلمًا يقرُّ بالتوحيد أن يرجع عند التنازع إلى غير القرآن والخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أن يأبى عمَّا وجد فيهما، فإن فعل ذلك بعد قيام الحجَّة عليه فهو فاسق، وأمَّا من فعله مستحلًا للخروج عن أمرهما وموجبًا لطاعة أحد دونهما فهو كافر" (٣).

وقال ابن أبي العز - رحمه الله -: "فالواجب كمال التسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - والانقياد لأمره وتلقِّي خبره بالقبول والتصديق دون أن يعارضه بخيال باطل يسميه معقولًا، أو يُحَمِّلَهُ شبهة، أو شكًّا، أويقدِّم عليه آراء الرجال وزبالة أذهانهم، فيوحده بالتحكيم، والتسليم، والانقياد والإذعان" (٤)، فالسُّنَّة عند السلف


(١) ينظر: المدخل لدراسة العقيدة، البريكان، ص ١٨.
(٢) ينظر: درء تعارض العقل والنقل، ابن تيمية ١/ ٢٧٧.
(٣) الإحكام في أصول الأحكام، ابن حزم، ص ٩٨٨.
(٤) شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق التركي ١/ ٢٨٨.

<<  <   >  >>