للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول:

الأسماء التي عُرف بها أهل السُّنَّة تمييزًا عن غيرهم

كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتسمّون بما سمَّاهم الله -سبحانه وتعالى- ممتثلين قول الله تعالى: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} (١)، بل كان السلف يحذرون من التسمِّي بغير الإسلام والسُّنَّة، قال ميمون بن مهران: "إياكم وكل اسم يسمَّى بغير الإسلام" (٢)، ولكن لما ظهرت البدع وتعددت فرق الضلال وأخذ كل صاحب بدعه يدعو إلى بدعته مع انتسابهم في الظاهر إلى الإسلام أصبح لزامًا على أهل الحق المتمسِّكين بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُعرفوا بأسماء تميزهم عن أهل الأهواء والبدع، ومن تأمل أسماء أهل السُّنَّة وجدها تدلُّ على الإسلام، ولا ينتسبون لشخصيات كحال أهل البدع، كالجهمية نسبةً إلى الجهم، والزيدية نسبةً إلى زيد بن على بن الحسين، ... وغيرهم.

فأسماء أهل السُّنَّة مستنبطة من الإسلام وسأذكر بعضًا من أسمائهم.

[١ - الفرقة الناجية]

أُخذ هذا اللقب من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سأله الصحابة - رضي الله عنهم - قالوا: يا رسول الله مَنْ الفرقة الناجية؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أمتي ستفترق على اثنتين


(١) سورة الزمر، آية ١٢.
(٢) الإبانة الصغرى، ابن بطة، ص ١٣٧، والكبرى ١/ ٣٤٢، ٣٥٤.

<<  <   >  >>