للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ورد عن بعض السلف هذا المعنى، فقد سُئل سفيان الثوري - رحمه الله - يا أبا عبد الله ما موافقة السُّنَّة؟ فقال: "القرآنُ كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود من قال غير هذا فهو كافر، والإيمان قولٌ وعملٌ ونيَّة يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولا يجوز القول إلا بالعمل، ولا يجوز القول والعمل إلا بالنيَّة، ولا يجوز القول والعمل والنيَّة إلا بموافقة السُّنَّة.

فقال شعيبٌ فقلتُ له: يا أبا عبد الله وما موافقة السُّنَّة؟: قال تقدمة الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - " (١).

المعنى الثاني: معنى خاصٌّ، وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء، وهو الأكثر استعمالًا وعليه كتب الجرح والتعديل (٢).

قال أبو حاتم الرازي - رحمه الله - عما ما وُصِف به الإمام مالك - رحمه الله - من أنه جمع بين السُّنَّة والحديث، فأجاب - رحمه الله -: "سمعت أحمد بن سنان الواسطي يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سفيان الثوري إمامٌ في الحديث، وليس بإمام في السُّنَّة، والأوزاعي إمامٌ في السُّنَّة وليس بإمامٍ في الحديث، ومالك إمامٌ فيهما جميعًا" (٣).


(١) رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد ١/ ١٥٢.
(٢) مجموع الفتاوى ٢/ ٧ - ٨.
(٣) ينظر: مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب، محمد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الواسطي ٣/ ٣٣٠.

<<  <   >  >>