للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد طعنت أبا عيينة طعنةً ... جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا

وبعض الناس يقول إن لا جرم تؤدى معنى لابد. وأصل جرم قطع، فيكون المعنى لا قطع الأمر، ويكون في جرم ضمير. وكأن لا في هذه الكلمة على قول البصريين متعلقة بكلامٍ آخر. والشربة: حويض يعمل حول النخلة. والدواجن: المقيمة في البيوت من دجن إذا أقام. ومناصاة السلم: مجاذبته. والسلم والطلح من العضاه وهو شجر كثير الشوك.

رجع: باذن الله تصول الضبعان: السنة على الحي الحلال، والمسنة على قتلى الرجال. فالعرفاء ذات الرزمة، تشهد له بالعظمة، والحصاء المتهجمة تحلف أن الأمر لخالق النسمة. وبقدرته أقبل المد، طارئاً من بعد الأمد، يحمل ذوات الربد، بين الغثاء والزبد، كل حاملة سمٍ مؤبدٍ، أنحلها تقادم الأبد، فهي مثل المبرد، وأخشن مساً في اليد، أصبحت بعد الرمل والجدد، إما في الماء وإما في الثرمد، والريح تمجد الصمد، فيستدير الماء كالزرد، ما أسرع ما يحل ويعقد؛ ولو شاء الخالق لجعله دروعاً، لا تجد الواردة به شروعاً، ثم حسر الماء بإرادته وليس في ضمير الأرض حسرات؛ فأصبح باذنه كل جرفٍ هارٍ، قد انتسج بالبهار، فهو في الأبصار كالدنانير القصار، ينطق بفواضل إله العالمين، ويثنى بأرجه على منشئه أريج الثناء؛ واهتاجت الطير لذلك مهللة، فهي كالثملة من الماء القراح. غاية.

تفسير: يقال للسنة الشديدة: الضبع، وعلى هذا فسروا قول خفافٍ

أبا خراشة أما أنت ذا نفرٍ ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع

وفي الحديث أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أكلتنا الضبع وتقطعت عنا الخنف وأحرق بطوننا التمر. الخنف: جمع خنيفٍ وهو ثوب غليظ من كتانٍ. والحي الحلال: المقيمون، قال الشاعر:

أحي يبعثون العير تجراً ... أحب إليك أم حي حلال

والعرفاء: من صفات الضبع، يقال ضبع عرفاء؛ قال الكميت:

لنا راعياً سوء مضيعان منهما ... أبو جعدة العادى وعرفاء جيأل

وجيأل: من أسماء الضبع تستعمل معرفة؛ كذلك ذكره سيبويه، وقد يجوز أن يكون في هذا البيت نكرة ومعرفةً. وإذا تكر صرف. وأصل الرزمة للإبل في حنينها وقد استعمل في الريح والرعد، وقال الجعدى وتروى لغيره:

إن قومي در درهمٍ ... قد شفوني من بني سلمه

تركوا عمران منجدلاً ... للضباع حوله رزمه

والحصاء: السنة المجدبة؛ سميت بذلك لقلة نبتها؛ يقال انحص شعره إذا ذهب؛ قال جرير:

يأوى إليهم فلا من ولا جحد ... من ساقه السنة الحصاء والذيب

والربد: من قولهم: حية ربداء إذا كانت إلى السواد والغبرة. مؤبد: قديم. والجدد: الأرض الصلبة المستوية. والثرمد: الحمأة. وحسر الماء: ذهب مثل انحسر. وجرف الوادي والنهر: ما أخذ ترابه السيل فاجترفه. وهارٍ: أي يتهور بمن قام عليه. وأريج الثناء: طيبه. والماء القراح: الذي لا يخالطه شئ.

رجع: ليس المنجاة، بركوب النجاة؛ قد تكون الربق، من غير الأبق. ورب فارٍ من إبرة ذات الفقار، أتيح له ناب الصل. وشرمن نصل السهم سنان الخطى. ورب حظوةٍ، جلبت الحظوة، وأخرى حلب راميها المرار، سبق علم الله بذلك؛ والقدر بأمره متاح. غاية.

تفسير: النجاة: الناقة السريعة. والربق: الحبال. ولاأبق القنب وهو مثل المثل. وذات الفقار: العقرب. والحظوة: سهم صغير. والحظوة: مثل الحظ. والمرار: نبت إذا أكلته الإبل امرت البانها، وهذا مثل. والمعنى ان الإنسان يفعل الفعل فيحظى به مرةً ويشقى به مرة.

رجع: سبحان الله، والتسبيح له قليل. إن تصوير ابن آدم لعجب بديع. ما أقدرك على تبديل ما نحن فيه إن أردت التبديل؛ لا أكتمك ما أنت به عليم. إن أسفى على الدنيا لطويل، نفذ عمري وغيري المصيب، رأسي أسحم ولداتي شيب، ولا يرد قدرك لون غربيب، ويدعو الموت فأجيب، وأنا خاطئ لست بمنيبٍ؛ فعفوك اللهم وأنت كريم، إذا خلفت ورجع الصديق. أي صديقٍ لي وأي نسيبٍ! إنى في الوطن لغريب، ألا ينفعني التجريب! كم في التراب من تريبٍ. من يغبط أم قيس على القتيل، صماء لا تسمع القيل، خرساء نطقها صوت قصير كأنها قطعة من الضريب، أو مشتملة بالرسل الحليب، صلعاء الرأس ولا أعيب، أبالها أنعم أم بال الأديب، أتحسد الناعب على النعيب! ضحوت لك رب لا أستتر بنصاحٍ. غاية.

<<  <   >  >>