تفسير: التريب: جمع تريبةٍ. وأم قيسٍ: كنية للرخمة. ضحوت: ظهرت؛ وأصله من الظهور للشمس. وفي إصلاح المنطق: ضحيت وضحيت أجمعت على ذلك النسخ والرواية؛ وقيل إنه سهو، وإنما الصواب ضحيت وضحوت لأنه مأخوذ من الضحوة، وقيل بل هى لغة؛ لأنهم قد قالوا صخرة ضحيانة للشمس فيجوز أن يكون ضحوت وضحيت لغتين مثل طغوت وطغيت. والنصاح: الخيط.
رجع: المرئي مكثب وما غاب عن العين بعيد، فأوذموا العطلة في شكر الله، وأنزلوا في أرض الإهالة من العبادات، فالعابدة في مثل الحولاء. ولتكن شفتاك له مثل الساقيين: السبط والجعد، يدأبان في العمل ولا يفهم أحدهما عن الآخر ما يقول، وثنايا المثنى على الله أعظم قدراً من ئناياً الجبال، وعذبة لسآن مطرية أشرف من عذبةٍ اللواء.
فطوبى للمنفرد بنعمان السحاب يرازم بين مردٍ وكباثٍ. رب أملٍ أقبل بجناح العقاب وأدبر بجناح البعسوب، ولى بقرب الرازم وبدأ بقرب العشراء، أخال إخالة الروية ومضى مضى الجهام؛ والله العالم بأعجاز الأمور؛ بان أمره فوضح؛ لا رغوة بعد الافصاح. غاية.
تفسير: أوذموا: من قولهم: أو ذمت الدلو إذا جعلت لها وذماً وهي سيورها. العطلة من العمل والاستقاء. ويقال: نزلوا في أرض إهالةٍ أي في مكانٍ مخصب؛ وذلك أن الإهالة هي الشحم المذاب، يراد أن الماشية تسمن في تلك الأرض فيتخذ من شحومها الإهالة؛ يقال استأ هل الرجل إذا اتخذ الاهالة؛ وهذا يدل على أن الهمزة أصلية ولو أنها مثل همزة إقالة لوجب أن يقال استهال الرجل؛ قال الشاعر:
لاتذلي يا مي واستاهلي ... إن الذي أنفقت من ماليه
والحولاء: جلدة تخرج على الولد فيها ألوان مختلفة؛ والعرب تقول: نزلنا في أرضٍ كأنها الحولاء؛ يعنون الخصب، يشبهون اختلاف النبت باختلاف ألوانها، والغالب عليها الخضرة، وفيها لغتان: الحولاء والحولاء بالكسر والضم؛ قال الطرماح ووصف أرضاً قفراً وأن ناقته ألقت جنيينها من شدة السير:
يظل غرابها شنجاً نساه ... شجٍ بخصومة الذئب الشنون
على جولاء يطفو السخد فيها ... فراها الشيذمان عن الجنين
الشنون هو المهزول، وقيل من شن الغارة. السخد: ماء غليظ يخرج على وجه الولد. والشيذمان: الذئب؛ ويقال هو الطائر الذي يسمى الأخيل، وتروى الشيذمان بفتح الدال وكسر النون، يعنون بالشيذمين: الذئب والغراب. والساقيان السبط والجعد، جاءا في رجزٍ قديمٍ وهو:
وساقيان سبط وجعد ... وفارطان فارس ويعدو
أراد بالسبط: عبداً رومياً، وبالجمد: عبداً حبشياً. وقوله فارس ويعدو أي وراجل يعدو فأقام الصفة مقام الموصوف. وثنايا الجبال: الطرق فيها واحدتها ثنية، وقيل هي المطلع في الجبل أو في الأكمة. وعذبة اللسان: طرفه. ونعمان السحاب هونعمان الأراك، يراد بذلك أن الضباب يكون في رأسه وبذلك توصف الجبال؛ قال امرؤ القيس:
نيافاً تزل الطير عن قذفاته ... يظل الضباب حوله قد تعصرا
نيافاً أي طويلاً من قولهم أناف. ويرازم: إذا أكل من طعامين من هذا مرةً ومن هذا مرةً. والمرد والكباث من سمر الكباث. واليعسوب ها هنا: ذكر النحل، وقد يقال لغيره من الجعلان الطائرة يعسوب. ويقال ناقة رازم وبعير رازم إذا لم يقدرا على النهوض من الضعف. والروية: السحابة الكثيرة الماء. والجهام: الذي قد أراق ماءه. وأفصح اللبن إذا ذهبت رغوته.
رجع: الله أكبر ما طما بحر، ووضح نحر، وانتفخ من روعٍ سحر، إذا جرست النحل البر فأعد المسائب للضرب، وإذا حمل الضرو فأجد الحمت للسليط، وإذا أخصب المال فاستجد للطرم الأنحاء، وإذا أوفر العيدان فأحكم المربد والجرين، وإذا رأيت مجج الكحب من وين وملاحىٍ فإياك ودوارع الخمر! لكن أصب طيباً وادخر غير مسكرٍ عنجداً. فلو أطلقت الخندريس وكانت تقدح في حجاك لوجب هجرها عليك. ودع الأقدار وما تريد فإنها لا تصرف على اختيار المخلوقين. واعلم أن رزيتك لا تهجم على أحدٍ إلا عليك. غزال، غشيه المشتى بالهزال، فلما أخصب، وفقد النصب، حان، فلقى السرحان، مزق إهابه بأظفارٍ، أمثال الشفار؛ فما بكى له العلهب ولا العنبان، وذلك بقدرٍ وحاه واحٍ. غاية.