قد كاد يقتلنى أصم مرقش ... من حب كلثم والخطوب كثير
خلقت لهازمه عزين ورأسه ... كالقرص فلطح من دقيق شعير
وعيناً الحية تشبه بالبريرتين وهما من ثمر الأراك. والعميتة:: ما تجعله المرأة على يدها من الصوف لتغزله؛ يقال عمت تعمت وعمتت تعمت؛ قال الشاعر في صفة راع:
فظل يعمت في قوطٍ ومكرزةٍ ... يقطع الدهر تأقيطاً وتهبيداً
القوط: قطيع الغنم. والمكرزة: تحتمل وجهين: أحدهما ان تكون موضع الكرز وهو خرج الراعي، والآخر أن تكون من الكريز وهو الأقط. والتأقيط: اتخاذ الأقط. والتهبيد: اتخاذ الهبيد وهو حب الحنظل. وكانوا يمارسونه حتى تقل مرارته. والسيادير: جمع سيدارة وهي العصابة. والعثار: السم. والحفش: البيت الصغير. والرحضة: المغسلون: يقال رحض يده يرحضها ويرحضها إذا غسلها؛ وبيت خفافٍ ينشد على الوجهين:
إذا الحسناء لم ترحض يديها ... ولم يقصر لها بصر بستر
قروا أصيافهم ربحاً ببحٍ ... يعيش بفضلهن الحى سمر
الربح: الفصال؛ ويقال هو الشحم، وقيل الربح في معنى الربح وهو أشبه الأقوال، والرواية بفتح الراء. وحكى أبو عبيدٍ الربح بالضم أولاد الغنم. والبح: القداح.
رجع: مولاى أعبدك أظلم أم تلك الظالمة؟ أما أنا فمقر بالفعل السيء، وأما تلك فلا أشعر ما تقول. يانفس ما عدي لى أحد كما عديت؛ أكلأت في المعصية وهي الكلأ الوبيل. كيف لي بأن أكون طائراً يعمد إلى شجرةٍ مع الظلام فيعلق براثنه في بعض الأغصان وينادى على نفسه بالخطأ حتى يمل السامعون! فبينا هو كذلك أذن له غلام ما جرسه بعد الزمان، فنهض إليه بعد هجعةٍ وعند البائس أنه في أمانٍ؛ فقبض عليه الكف فأنساه الرعب الهتاف، وانصرف به سدران جذلاً، فاستودعه في أحد سجون الطير؛ فلما أصبح باكره مع الغدو، أبغض عدوٍ، فعقد برجله بريماً كالإمام فهو في تعذيبٍ، من الخيط الجذيب. فجاء الهجير، وما بقي من رمقه غير الثجير، وفاز بالنساء، حتى المساء، فمر يفن، قد أعد الكفن، له أطفال، يطرح لهم الفال، فاشتراه بدرهمٍ من الوليد، والله منقذ المكروبين. فأرسله رغبة ً في الأجر والله الحميد، فالتمس لنفسه قوتاً مع العشي فوجد غير كاف والله به عليم. وبات نصباً، فلما أسحر علق عذبة وأرسل رأسه منتكساً فسبح بذلك الصياح. غاية.
تفسير: عدي: من العداوة. أذن له أي سمع صوته. وجرسه: مثل جربه؛ والمعنى: ما أحكمه الزمان ولا مرت عليه نوبه. وسدران: مثل سادرٍ، وهو الذي لا يهتم بشئ. والبريم: خيط فيه سواد وبياض. والإمام: خيط البناء. والجذيب: المجذوب. والثجير: عكر الزيت ونحوه. والنساء: التأخير في الأجل. يطرح لهم الفال أي يرجى لهم الخير ويتفاءل لهم. والعذبة الغصن.
رجع: أعظم بعزتك! ذهب الأبد وأنت لا تحول. لا اعلم كنهك ولا أهوء أشوب في تقديسك وأروب، وأوقن أنى في الغد أموت؛ فلتسقني من رحمتك غيوث. تسكن حركتي فلا أموج، كم خفت قبلى نبوح. نار كل فريق تبوخ. ليت أبى وتد يسوخ، أدفن في الثرى فلا أعود، بمن غير الخالق ألوذ! المرء يقدر ولغيره الأمور، يحسب أنه يملك ويحوز، كذب! لله النفوس. فليمسح يدك من الدنيا مشوش، ستنبت إن سلمت القلوص. أقتضب لغيرى وأروض. ما ضرت عابداً لله تحوط. هل لي إلى الشبيبة رجوع، هيهات وعن المنية أروغ. القلب دنس والجسد مشوف. ويحى إذا طلبت الحقوق! لا ملك يسلم ولا صعلوك. عندي للموت رسول قال وصدق فيما يقول: إنك أيها الفاخر لمرحوم، أسرفت على نفسك ورب صلاح. غاية.
تفسير: الكنه: المقدار وقيل الغاية. وأهوء: أهم. وأشوب وأروب: من المثل هو يشوب ويروب أي يخلط؛ وأصل ذلك أن يجئ باللبن الرائب ويشوبه بماء. والنبوح: أصوات الحي من إنسٍ وغيرهم. تبوخ: تخمد. ويسوخ: يرسخ في الأرض. والمشوش: ما مسحت به يدك من شئ خشنٍ؛ يقال: مش يده بالمنديل يمشها مشاً؛ قال امرؤ القيس:
نمش بأعراف الجياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عن شواءٍ مضهب
أقتضب: من اقتضبت البعير إذا ركبته عن غير رياضةٍ. وتحوط: السنة المجدبة. مشوف: مجلو. وصلاح: من أسماء مكة مبنى على الكسر.