اللَّهُمَّ وَلَك الْحَمد وَالْمجد صل وَسلم على سيدنَا مُحَمَّد شَارِع أَحْكَام الْإِسْلَام ناهج الْحَلَال وَالْحرَام وعَلى آله وَصَحبه الْكِرَام وَبعد فَيَقُول عبد ربه الْوَلِيّ السَّيِّد مُحَمَّد عميم الْإِحْسَان بن السَّيِّد عبد المنان المجددي البركتي الْحَنَفِيّ الْمُفْتِي بِجَامِع بكلكته سَابِقًا وَرَئِيس الأساتذة بِالْمَدْرَسَةِ الْعَالِيَة بدكة حَالا هَذَا مُخْتَصر فِي بَيَان آدَاب الْإِفْتَاء جمعتها من كتب عُلَمَائِنَا وفقهائنا رَحِمهم الله تَعَالَى لينفع من تصدى للإفتاء بِاللِّسَانِ والبنان وسميته أدب الْمُفْتِي وَالله تَعَالَى المسؤول مِنْهُ الْقبُول بِحرْمَة سيدنَا ومولانا مُحَمَّد الرَّسُول صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وعَلى آله وَأَصْحَابه وَأَتْبَاعه أَجْمَعِينَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين
علم الْفَتَاوَى علم تروي وَتبين فِيهِ الْأَحْكَام الصادرة عَن الْفُقَهَاء فِي الوقائع الْجُزْئِيَّة ليسهل الْأَمر على القاسرين من بعدهمْ وَهُوَ من فروع علم الْفِقْه وَالسَّلَف لم يجوزوا والإجتراء على تقلد الْفتيا بل كَانُوا يعدون السُّكُوت وَالِاسْتِمَاع أفضل من الْكَلَام وَلم يكن أحد مِنْهُم إِلَّا ود أَن أَخَاهُ كَفاهُ الحَدِيث والفتيا فَالسنة أَن لَا يتقلد من طوع قلب وَطيب نفس إِلَّا أَن يُقَلّد وَلَا يسْتَعْمل من لَهُ الْأَمر من يطْلب فَإِن من طلبه وكل إِلَى نَفسه وعَلى ولي الْأَمر أَن يبْحَث عَمَّن يصلح للْفَتْوَى وَيمْنَع من لَا يصلح فَمن كَانَ أَهلا لَهُ وقلد لَا يكره لَهُ الْإِفْتَاء فَإِن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم كَانُوا يفتون فِي الْحَوَادِث