الْفَائِدَة فقهاؤنا رَحِمهم الله تَعَالَى قسموا الْمسَائِل أَيْضا على دَرَجَات ليختار الْمُفْتى عِنْد التَّعَارُض مَا هُوَ من الدرجَة الْعليا وَلَا يرجح الدُّنْيَا فَليعلم أَن مسَائِل مَذْهَبنَا على ثَلَاث طَبَقَات الأولى مسَائِل الْأُصُول وَهِي مسَائِل ظَاهر الرِّوَايَة الَّتِي هِيَ مروية عَن أصَاحب الْمَذْهَب وهم الإِمَام أَبُو حنيفَة وصاحباه أَبُو يُوسُف وَمُحَمّد رَحِمهم الله تَعَالَى وَيُقَال لَهُم الْعلمَاء الثَّلَاثَة وَكتب ظَاهر الرِّوَايَة كتب مُحَمَّد السِّتَّة الْمَبْسُوط وَالْجَامِع الصَّغِير وَالْكَبِير وَالسير الْكَبِير وَالصَّغِير والزيادات كلهَا تأليف مُحَمَّد بن الْحسن وَمن مسَائِل ظَاهر الرِّوَايَة كتاب الْكَافِي للْحَاكِم الشَّهِيد المتوفي سنة (٣٤٤) وَهُوَ كتاب مُعْتَمد فِي نقل الْمَذْهَب وَشَرحه جمَاعَة مِنْهُم الإِمَام السَّرخسِيّ وَهُوَ الْمَشْهُور بمبسوط السَّرخسِيّ وطبع بِمصْر قَالَ الطرسوسي لَا يعْمل بِمَا يُخَالِفهُ وَلَا يركن الا إِلَيْهِ وَلَا يُفْتى الا بِهِ وَلَا يعول الا عَلَيْهِ وَمن كتب الْمَذْهَب أَيْضا الْمُنْتَقى للْحَاكِم الشَّهِيد والطبقة الثَّانِيَة هِيَ مسَائِل غير ظَاهر الرِّوَايَة الَّتِي رويت عَن الْأَئِمَّة فِي غير كتب الْأُصُول أما فِي كتب آخر لمُحَمد كالكيانيات جمعهَا لرجل يُسمى كيان والجرجانيات جمعهَا بجرجان والهارونيات جمعهَا لهارون والرقيات جمعهَا حِين كَانَ قَاضِيا بالرقة أَو فِي غير كتب مُحَمَّد كالمجرد لِلْحسنِ بن زِيَاد وَمِنْهَا كتب الأمالى وَمِنْهَا الرِّوَايَات المتفرقة كَرِوَايَة أبن سَمَّاعَة وغيرة من مسَائِل مُخَالفَة لِلْأُصُولِ فَإِنَّهَا تعد من النَّوَادِر يُقَال نَوَادِر أبن سَمَّاعَة ونوادر هِشَام ونوادر ابْن رستم وَغَيره والطبقة الثَّالِثَة الفتاوي وَتسَمى الْوَاقِعَات وَهِي مسَائِل أستنبطها الْمُتَأَخّرُونَ من أَصْحَاب أبي يُوسُف وَمُحَمّد وَأَصْحَاب أصحابهما وَنَحْوهم وهلم جرا فِي الْوَاقِعَات الَّتِي لم تُوجد فِيهَا رِوَايَة عَن الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وهم كَثِيرُونَ فَمن أصحابهما مثل عِصَام ابْن يُوسُف وأبن رستم و
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute