ثمَّ الْأُصُول ثَلَاثَة مُمْتَنع وواجب وواسط وَهُوَ الْمُمكن وعَلى ذَلِك جَمِيع أَمر الْعَالم فَالْوَاجِب فِي الْعقل على جِهَة لَا يجوز مجئ الْخَبَر بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ الْمُمْتَنع ويجئ فِي الْمُمكن إِذْ هُوَ المنقلب من حَال إِلَى حَال وَيَد إِلَى يَد وَملك إِلَى ملك وَفِي ذَلِك لَيْسَ فِي الْعقل إِيجَاب جِهَة وَلَا امْتنَاع من جِهَة فتجيء الرُّسُل بِبَيَان الأولى من ذَلِك فِي كل حَال وَالله الْمُوفق
وَمَا ذكر فِي الْآيَات فَإِن لكل من ذَلِك عَلامَة تعلم وَآيَة تظهر مَعَ مَا كَانَت الْمُعَارضَة فَاسِدَة لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو من أَن يكون يصدق أحد فِي الْخَبَر فَيكون ذَلِك السُّؤَال عَلَيْهِ أَو لَا يقر بِشَيْء الْبَتَّةَ وَفِي ذَلِك سُقُوط خَبره هَذَا عَن نَفسه مَعَ مَا كَانَت المقابلات بِالْخرُوجِ على غير الْحَقَائِق من طَرِيق العيان أظهر مِمَّا قَالَ ثمَّ لم يجب بِهِ نفى علم العيان كَيفَ وَجب مَا ذكر وَمَا ذكر من غير عصر الرُّسُل فَذَلِك كَلَام فِي قبُول الْأَخْبَار يلْزمه من وَجه يضْطَر إِلَيْهِ فَيبْطل سَعْيه