للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إِلَى أجل مُسَمّى) فصح نَص الْقُرْآن أَن أَرْوَاح سَائِر من ذكرنَا لَا ترجع إِلَى جسده إِلَّا إِلَى الْأَجَل الْمُسَمّى وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة وَكَذَا أخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه رأى الْأَرْوَاح لَيْلَة أسرِي بِهِ عِنْد سَمَاء الدُّنْيَا عَن يَمِين أَدَم عَلَيْهِ السَّلَام أَرْوَاح أهل السَّعَادَة وَعَن شِمَاله أَرْوَاح أهل الشقاوة وَأخْبر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر إِذْ خَاطب الْمَوْتَى وَأخْبر أَنهم قد وجدوا مَا وعدهم بِهِ حَقًا قبل أَن يكون لَهُم قُبُور فَقَالَ لَهُ الْمُسلمُونَ يَا رَسُول الله أتخاطب أَقْوَامًا قد جيفوا فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَنْتُم بأسمع لما أَقُول مِنْهُم فَلم يُنكر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمُسلمين قَوْلهم قد جيفوا وأعلمهم أَنهم سامعون فصح أَن ذَلِك لأرواحهم فَقَط بِلَا شكّ وَأما الْجَسَد فَلَا حس لَهُ قَالَ الله عز وَجل {وَمَا أَنْت بمسمع من فِي الْقُبُور} فنفى عز وَجل السّمع عَمَّن فِي الْقُبُور وَهِي الأجساد بِلَا شكّ وَلَا يشك مُسلم فِي أَن الَّذِي نفى الله عز وَجل عَنهُ السّمع هُوَ غير الَّذِي أثبت لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السّمع فَهَذَا هُوَ الْحق وَأما مَا خَالف هَذَا فخلاف لله عز وَجل وَلِرَسُولِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

<<  <   >  >>