للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والآن وَفِي ضوء مَا سبق تَأمل مكانة الرَّسُول الْكَرِيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي تنَاول الْكَلَام الْمُقَدّس ورشفه من المنبع الأقدس واستوعب أنواره بِالْوَحْي الإلهي بكامل جدته وطراوته ولطافته مَعَ مَا فطر عَلَيْهِ من استعداد كَامِل فالأنوار والفيوضات الكامنة فِي تَسْبِيحَة وَاحِدَة مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هِيَ خير وأعم من جَمِيع الْأَنْوَار الَّتِي تملأ أرجاء عبَادَة سنة كَامِلَة عِنْد غَيره

قس على هَذَا المنوال كي تعلم كم بلغ رَسُولنَا الحبيب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من دَرَجَات الْكَمَال الَّتِي لَا حد لَهَا وَلَا نِهَايَة

الدَّلِيل الثَّالِث

إِن الْإِنْسَان يمثل أعظم مقصد من الْمَقَاصِد الإلهية فِي الْكَوْن وَهُوَ المؤهل لإدراك الْخطاب الرباني وَقد اخْتَارَهُ سُبْحَانَهُ من بَين مخلوقاته وَاصْطفى من بَين الْإِنْسَان المكرم من هُوَ أكمل وَأفضل وَأعظم إِنْسَان بِأَعْمَالِهِ وآثاره الْكَامِلَة ليَكُون مَوضِع خطابه الْجَلِيل باسم النَّوْع الإنساني كَافَّة بل باسم الكائنات جَمِيعًا

<<  <   >  >>