الجمة فِي منطق الْعقل إِنَّمَا هُوَ فِي عدم معرفَة الْمَالِك وَالَّذِي يُفْضِي بك إِلَى إِنْكَار وجود هَذِه الْموَاد المبذولة لَك بأثمانها الزهيدة ووفرتها الْعَظِيمَة بَيْنَمَا إِذا عَرفْنَاهُ يكون قبُول مَا فِي هَذَا الْقصر وَمَا فِي هَذَا الْعَالم سهلا ومستساغا ومعقولا جدا كَأَنَّهُ شَيْء وَاحِد إِذْ لَو لم نعرفه ولولاه فَكل شَيْء عندئذ يكون صعبا وعسيرا بل لَا ترى شَيْئا مِمَّا هُوَ متوفر ومبذول أمامك فَإِن شِئْت فَانْظُر فَحسب إِلَى علب المربيات المتدلية من هَذَا الْخَيط فَلَو لم تكن من إنتاج مطبخ تِلْكَ الْقُدْرَة المعجزة لما كَانَ باستطاعتك الْحُصُول عَلَيْهَا وَلَو بأثمان باهظة
نعم إِن الاستبعاد والمشكلات والصعوبة والهلاك والمحال إِنَّمَا هُوَ فِي عدم مَعْرفَته لِأَن إِيجَاد ثَمَرَة مثلا يكون صعبا ومشكلا كالشجرة نَفسهَا فِيمَا إِذا ربط كل ثَمَرَة بمراكز مُتعَدِّدَة وقوانين مُخْتَلفَة بَيْنَمَا يكون الْأَمر سهلا مستساغا إِذا مَا كَانَ إِيجَاد الثَّمَرَة بقانون وَاحِد وَمن مَرْكَز وَاحِد مثله فِي هَذَا كَمثل تجهيز الْجَيْش بالعتاد فَإِن كَانَ من مصدر وَاحِد وبقانون وَاحِد وَمن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute