للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إِلَى هَاهُنَا لَا بُد أَن لَهُ شَأْنًا فِي هَذَا فَوَجَبَ قبل كل شَيْء أَن نعرفه معرفَة جَيِّدَة وَأَن نعلم مِنْهُ مَا يُرِيد منا وماذا يطْلب

قَالَ لَهُ صَاحبه

دع عَنْك هَذَا الْكَلَام فَأَنا لَا أصدق أَن وَاحِدًا أحدا يُدِير هَذَا الْعَالم الْغَرِيب

فَأَجَابَهُ

مهلا يَا صَاحِبي هلا أعرتني سَمعك فَنحْن لَو أهملنا مَعْرفَته فَلَا نكسب شَيْئا قطّ وَإِن كَانَ فِي إهمالنا ضَرَر فضرره جد بليغ بَيْنَمَا إِذا سعينا إِلَى مَعْرفَته فَلَيْسَ فِي سعينا هَذَا مشقة وَلَا نلقي من وَرَائِهَا خسارة بل مَنَافِع جليلة وعظيمة فَلَا يَلِيق بِنَا إِذا أَن نبقى معرضين هَكَذَا عَن مَعْرفَته

وَلَكِن صَاحبه الغافل قَالَ

أَنا لست مَعَك فِي كلامك هَذَا فَأَنا أجد راحتي ونشوتي فِي عدم صرف الْفِكر إِلَى مثل هَذِه الْأُمُور وَفِي عدم معرفَة مَا تدعيه عَن هَذَا الصَّانِع البديع فَلَا أرى دَاعيا أَن أجهد نَفسِي فِيمَا لَا يَسعهُ عَقْلِي بل هَذِه الْأَفْعَال جَمِيعهَا مصادفات وَأُمُور متداخلة متشابكة تجْرِي وتعمل بِنَفسِهَا فَمَا لي وَهَذِه الْأُمُور

<<  <   >  >>