للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بإظهاره نوعا من ظلّ أحدية الذَّات تَحت ستار إسم المحيي

وَلما كَانَ الْكَائِن الْحَيّ بِمَثَابَة مِثَال مصغر للكائنات وبمثابة ثَمَرَة لشَجَرَة الخليقة فَإِن إِحْضَار حاجاته المترامية فِي الكائنات إِلَى دَائِرَة حَيَاته الصَّغِيرَة جدا بسهولة كَامِلَة وبدفعة وَاحِدَة يبرز للعيان آيَة الصمدية ويبينها أَي أَن هَذَا الْوَضع يبين أَن لهَذَا الْكَائِن الْحَيّ رَبًّا نعم الرب بِحَيْثُ أَن توجها مِنْهُ إِلَيْهِ يُغْنِيه عَن كل شَيْء ونظرة مِنْهُ إِلَيْهِ تكفيه عَن جَمِيع الْأَشْيَاء وَلنْ يحل جَمِيع الْأَشْيَاء مَحل توجه وَاحِد مِنْهُ سُبْحَانَهُ نعم يَكْفِي لكل شَيْء عَن كل شَيْء وَلَا يَكْفِي عَنهُ كل شَيْء وَلَو لشَيْء وَاحِد

وَكَذَا يبين ذَلِك الْوَضع أَن ربه ذَاك جلّ شَأْنه كَمَا أَنه لَيْسَ مُحْتَاجا إِلَى شَيْء أيا كَانَ فَإِن خزائنه لَا ينقص مِنْهَا شَيْء أَيْضا وَلَا يصعب على قدرته شَيْء فإليك مِثَالا من آيَة تظهر ظلّ الصمدية

أَي أَن كل ذِي حَيَاة يرتل بِلِسَان الْحَيَاة {قل هُوَ الله أحد الله الصَّمد}

<<  <   >  >>