للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومصنوعات نفيسة جدا رغم الوفرة غير المحدودة مَعَ انسجام كَامِل فِي نطاق وَاسع جدا ودقة الصَّنْعَة وبدائعها وروعتها وَهِي فِي مُنْتَهى السهولة واليسر فإيجاد كل هَذَا فِي آن وَاحِد وَفِي كل مَكَان وبالطراز نَفسه وَفِي كل فَرد مَعَ إِظْهَار الصَّنْعَة الخارقة والفعالية المعجزة لَا شكّ مُطلقًا أَنه برهَان سَاطِع وَختم يخص من لَا يحده مَكَان مِثْلَمَا أَنه فِي كل مَكَان حَاضر وناظر رَقِيب حسيب وَمن لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء مِثْلَمَا أَنه لَا يعجزه شَيْء فخلق الذرات والنجوم سَوَاء أَمَام قدرته

لقد أحصيت ذَات يَوْم عناقيد سَاق نحيفة لعنب متسلق بغلظ أصبعين تِلْكَ العناقيد الَّتِي هِيَ معجزات الرَّحِيم ذِي الْجمال فِي بُسْتَان كرمه فَكَانَت مائَة وَخَمْسَة وَخمسين عنقودا وأحصيت حبات عنقود وَاحِد مِنْهَا فَكَانَت مائَة وَعشْرين حَبَّة فتأملت وَقلت لَو كَانَت هَذِه السَّاق الهزيلة خزانَة مَاء معسل وَكَانَت تُعْطِي مَاء باستمرار لما كَانَت تَكْفِي أَمَام لفح الْحَرَارَة مَا ترْضِعه مئات الحبات المملوءة من شراب سكر الرَّحْمَة وَالْحَال أَنَّهَا قد لَا تنَال إِلَّا رُطُوبَة ضئيلة جدا فَيلْزم أَن يكون الْقَائِم بِهَذَا الْعَمَل قَادِرًا على كل شَيْء فسبحان من تحير فِي صنعه الْعُقُول

<<  <   >  >>