للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذا انْتقل من يَد الْوحدَة إِلَى يَد الْكَثْرَة فَإِن التكاليف تزداد من حَيْثُ الكمية بِعَدَد الْأَفْرَاد وَهَكَذَا فَإِن مَا يُشَاهد من أثر الْيُسْر والسهولة الظَّاهِرَة فِي النَّوْع إِنَّمَا هُوَ ناشيء من السهولة الفائقة فِي الْوحدَة والتوحيد

الْخُلَاصَة

كَمَا أَن التشابه والتوافق فِي الْأَعْضَاء الأساس لأنواع جنس وَاحِد وأفراد نوع وَاحِد يثبتان أَن تِلْكَ الْأَنْوَاع والأفراد إِنَّمَا هِيَ مخلوقات خَالق وَاحِد كَذَلِك السهولة الْمُطلقَة المشهودة وانعدام التكاليف تستلزمان بِدَرَجَة الْوُجُوب أَن يكون الْجَمِيع آثَار صانع وَاحِد وَإِلَّا لساقت الصعوبة الَّتِي هِيَ فِي دَرَجَة الِامْتِنَاع ذَلِك الْجِنْس إِلَى الإنعدام وَذَلِكَ النَّوْع إِلَى الْعَدَم

نحصل من هَذَا أَنه إِذا أسْند الْخلق إِلَى الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَإِن جَمِيع الْأَشْيَاء حكمهَا فِي سهولة الْخلق كخلق شَيْء وَاحِد وَإِن أسْند إِلَى الْأَسْبَاب فَإِن كل شَيْء يكون حكمه فِي الْخلق صعبا كصعوبة خلق جَمِيع الْأَشْيَاء وَلما كَانَ الْأَمر هَكَذَا فَإِن الوفرة الفائقة الْمُشَاهدَة فِي الْعَالم وَالْخصب الظَّاهِر أَمَام الْعين يظهران كَالشَّمْسِ آيَة

<<  <   >  >>