للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الموجودات وماهية جَمِيع الْأَشْيَاء الْمَوْجُودَة فِي مرْآة الْعلم الإلهي الْفَرد الْأَحَد فَإِن الْقُدْرَة الإلهية الْمُطلقَة تلبسها بِكُل سهولة وَيسر وجودا خارجيا محسوسا فتظهر للعيان فِي عَالم الشَّهَادَة بعد أَن كَانَت فِي عَالم الْمَعْنى والغيب

وَلَكِن إِن لم يسند أَمر الْخلق إِلَى الْفَرد الْأَحَد فعندئذ يلْزم لخلق ذُبَابَة وَاحِدَة مسح وتفتيش سطح الأَرْض وغربلة عناصرها وذراتها جَمِيعًا ثمَّ وَزنهَا بميزان دَقِيق حساس لوضع كل ذرة فِي موضعهَا الْمُخَصّص لَهَا حسب قوالب مادية بِعَدَد أجهزتها وأعضائها المتقنة وَذَلِكَ لكَي يَأْخُذ كل شَيْء مَكَانَهُ اللَّائِق بِهِ فضلا عَن جلب المشاعر والأحاسيس الروحية الدقيقة واللطائف المعنوية من العوالم المعنوية والروحية بعد وَزنهَا أَيْضا بميزان دَقِيق حسب حَاجَة الذبابة

أَلا يكون بِهَذَا الِاعْتِبَار خلق ذُبَابَة وَاحِدَة صعبا مُمْتَنعا كإيجاد جَمِيع الكائنات

أَلَيْسَ فِيهِ الصعوبات تلو الصعوبات والمحالات ضمن المحلات

لذا اتّفق جَمِيع أهل الْإِيمَان وَالْعلم أَنه لَا يخلق من الْعَدَم إِلَّا الْخَالِق الْفَرد سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

<<  <   >  >>