للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَغَايَة مقدوري فَقلت وانما ... قبولك مِمَّا لَيْسَ فِي وسع قدرتي

وَهل مُمكن اسعاد من كَانَ قد جرى ... لَهُ قلم فِي اللَّوْح يَوْمًا بشقوة

يظنّ الْفَتى لذات دُنْيَاهُ نعْمَة ... وَمَا هِيَ إِلَّا نقمة فِي الْحَقِيقَة

ويبلغ مِنْهُ الْجَهْل مَا لَيْسَ يبلغ ال ... عَدو بِحَدّ السَّيْف عِنْد الحظيظة

ونفسك فاحفظها وصنها فانما ... سعادتها فِي فعل كل مشقة

وَخَالف هَواهَا مَا اسْتَطَعْت فانه عَدو لَهَا يَبْغِي لَهَا كل نكبة

لعمري لقد انذرت انذار مُشفق ... وجاوزت فِي الايضاح حد الْوَصِيَّة

فَقُمْ وَاسع وانهض واجتهد وابغ مُطلقًا ... بداك على مَا فِيك شَرّ صَنِيعَة

فانك من نور مضيء وظلمة ... بِمَا فِيك من جسم وَنَفس نفيسة

تسوس الْحَيَاة الْجِسْم وَهِي مسوسة ... بِمَا فِيك من أسرار علم مصونة

فشيطان رجم أَنْت أَو ملك بِمَا ... تعانيه من فعل قَبِيح وعفة

أَلا ان لي بِالنَّفسِ مني شاغلا ... بِهِ تمّ لي مَا دمت من ملكية

جلت شُبْهَة الْأَعْرَاض عني بديهة ... توقد كالمصباح فِي جوهريتي

رَأَيْت بهَا النُّور الالهي لائحا ... وَرَاء ستور للأمور دقيقة

فحققت مَا قد كنت فِيهِ مشككا ... وعاينت مَا قد كَانَ فِي سر خُفْيَة

وَأدْركت مَا الْمَقْصُود من بدأتي وَمَا ال ... مُرَاد باحيائي وموتي ورجعتي

بِمِرْآة نفس لَاحَ لي فِي صقالها ال ... مُقَابل للكونين كل حَقِيقَة

وَلم يبْق عِنْدِي رِيبَة فِي الَّذِي استرا ... ب مِنْهُ اناس فِي أُمُور كَثِيرَة

فَأَلْقَت عصاها النَّفس مني وأيقنت ... بِأَن سفرت عَن وَجه نجعي سفرتي

يدل على مَا قلته حَالَة الْكرَى ... إِذا ركد الاحساس مِنْك برقدة

وقابل لوح الْغَيْب للنَّفس مِثْلَمَا ... تقَابل مرْآة باخرى صقيلة

فيطبع مَا فِي اللَّوْح فِي النَّفس فَهِيَ من ... هُنَاكَ بِعلم الْغَيْب نُسْخَة نُسْخَتي

<<  <   >  >>