وَلَو قايسوا بالْحسنِ بيني وَبَينهَا ... لكَانَتْ لديهم لاتسام بحبه
وشق الْقُلُوب الجاهلات الَّتِي بهَا ... محبتها قَالَت بهم عَن محبتي
وَمَا ذَاك شَيْء يسْقط الْعذر لامرىء ... أطَاع الْهوى وانقاد عبدا لشَهْوَة
وَهل نَافِع شقّ الْفُؤَاد ندامة ... لذِي قدم زلت وَلم تتثبت
فَكيف يَلِيق الْوَصْل مني لمؤثر ... على طيب وصل وصل من هِيَ عبدتي
اذا رضيت عَنهُ يهون عَلَيْهِ فِي ... رِضَاهَا وَأدنى ذَاك تسهيل غُصَّة
على انها اعدا عداهُ ترتبت ... لَهُ حِيلَة مِنْهَا لِإِمْكَان فرْصَة
فهام بهَا عشقا وآثر وَصلهَا ... فزل فنادته إِلَى الف لعنة
وَلَوْلَا الشقا وَالْجهل مَا آثر العدى ... رِضَاهَا وجانب طيب وصل الْأَحِبَّة
وَهل أمني بِالْفَضْلِ مثلي وانما ... بِمثل طباع السوء نَحْو الدنية
وتأبى الطباع الفاضلات ارتكابها ... الْأُمُور الَّتِي تُفْضِي إِلَى حط رُتْبَة
فكم حسرات فِي نفوس يثيرها ... بعادي إِذا مَا العيس للبين ذمت
وَكم عِبْرَة تجْرِي عَليّ تأسفا ... وَقد فَاتَ مَالا يسْتَردّ بعبرة
وَكم قارع سنا عَليّ ندامة ... وَآخر مكوي بنيران حسرة
وَكم أنة تَغْدُو عَليّ وَرَنَّة ... بِروح إِذا مَا استشعر الْقَوْم فرقتي
وَهل هاجري وجدا بغيري بَالغ ... رضاي لصب طَالب دَار هِجْرَة
لشتان مَا بَين المقامين انما ... المبرز من لَا همه غير عشرتي
ألم تَرَ أَنِّي مُنْتَهى قصد مبدعي ... وَلم تبدع الْأَشْيَاء الا لخدمتي
وان لإكرامي وتعظيم حرمتي ... أَشَارَ إِلَى الْأَمْلَاك نحوي بِسَجْدَة
وصير مَا فِي عَالم الْكَوْن كُله ... بِحكم إرادتي وطوع مشيتي
فَإِن كنت فِي وصل دعيت فَلَا تمل ... إِلَى وصل غَيْرِي واغتنم وصل صحبتي
وَخذ جانبا من رفْقَة بك وكلوا ... ببعدك عَن وَصلي واثبات جفوتي