والسمع انما يسمع من مُحِيط الدائرة وَالْبَصَر انما يبصر على خطّ مُسْتَقِيم على أَن تِلْكَ الخطوط المستقيمة تخرج من الْمُحِيط وَتصل الى المركز من الكرة المدورة حَتَّى ظن ظانون أَن تِلْكَ الخطوط أشعة منبعثة من الْبَصَر الى الْقَاعِدَة أَو صور مَقْبُوضَة من الْقَاعِدَة الى الْبَصَر وكلا الْوَجْهَيْنِ خطأ كَمَا ذَكرْنَاهُ
وَالْقُوَّة السامعة تلِي المبصرة فِي النَّفْع وَوجه مَنْفَعَتهَا أَن الْأَشْيَاء الضارة والنافعة قد يسْتَدلّ عَلَيْهَا بخاص أصواتها فأوجبت الْعِنَايَة الإلهية وضع الْقُوَّة السامعة فِي أَكثر الْحَيَوَان على أَن مَنْفَعَة هَذِه الْقُوَّة فِي النَّوْع النَّاطِق من الْحَيَوَان تكَاد تفوق الثَّلَاث